* نجوم أثروا المهرجان.
كتب - عبدالرزاق الربيعي
للمهرجان ذاكرة تتلألأ بالعديد من النجوم الذين حلوا ضيوفا على دوراته ومن
بينهم المخرج مصطفى العقاد صاحب فيلميه الشهيرين (الرسالة) و( عمر المختار
) فخلال إقامة مهرجان مسقط السينمائي الثاني للفترة من 20-27 يناير عام
2002 م حل ضيفا على المهرجان وكان يحضر العروض والمؤتمرات الصحفية وخلال
ذلك كان يوزع ابتسامته على كل من يقابل مشيعا جوا من الألفة في المكان
الذي يحضر فيه, وكانت مداعباته لا تنتهي للنجمين محمود عبدالعزيز ونور
الشريف اللذين حضرا فعاليات تلك الدورة.
وخلال ذلك التقينا به حيث أكد أن هدفه من المنحى الذي اختاره هو تصحيح
النظرة الخاطئة للعرب عند الغرب فهو نظرة جهل وتخلف ولا أجد الإجابة إلا
في التاريخ فنحن علمنا الغرب وأعطيناه حضارتنا لكننا توقفنا توقف انتظار
رغم الفيلم التاريخي مكلف لأن المنتج يضطر إلى إحياء فترة تاريخية كاملة
بكل تفاصيلها ولذا فلابد من توافر ميزانية كبيرة عند الإقدام على إنتاج
فيلم تاريخي.
ووصف الفنتازيا التاريخية بالمهزلة لأنه لايعتبر الاستعانة بالالوان
البراقة شيئا طيبا ومع ذلك فقد أشار إلى إعجابه بالمسلسل التاريخي ( الزير
سالم ) لحاتم علي ففيه مصداقية في الملابس والديكور المستخدم في تجانس
متناغم.
بينما لم يعجبه فيلم ( المصير ) ليوسف شاهين الذي يقوم على فكرة
الانتقام وجاء على غرار فيلم ( المهاجر ) الذي سلط الضوء على حرق المسلمين
للكتب وهذا الموضوع فيه الكثير من الحساسية لدى الغرب لذا فيوسف شاهين
بنظر العقاد أساء إلى الإسلام بهذا الفيلم!!
وسألته حول شخصية طارق بن زياد التي تعرضت هي الأخرى إلى التشويه في
نظرة الغرب إلى هذا القائد المسلم, فهل يفكر في تصحيح تلك النظرة؟ فقال:
"هذه المسألة لا نحبذ الدخول في ملابساتها لكننا نستطيع أن نعرف الغرب
بإنجازات المسلمين الحضارية في بلاد الأندلس من فنون وآداب وعمارة".
وحول فن السينما قال العقاد: "السينما ليست رسالة تثقيفية إنها وسيلة
تسلية ومن خلال التسلية نتسلل إلى عقله بصورة غير مباشرة لطرح فكرة. وأكد
اعتزازه بفيلم عمر المختار أكثر من اعتزازه بفيلم الرسالة لأن الموضوع فيه
دراما.
...وكان العقاد سعيدا لأنه أفهم الغرب أن الدين الإسلامي ليس دين
تطرف بل دين مبادئ وقيم ومثل ويكفي أن الجيش الأمريكي اشترى بعد أحداث
الحادي عشر من سبتمبر 100 ألف نسخة من فيلم ( الرسالة ) وحول فيلمه الذي
ظل يخطط له عشرين سنة ولم يحصل له على ممول واعني فيلم ( صلاح الدين ) قال
إن صلاح الدين أنصفه الغرب أكثر منا حيث ركز على الأخلاقيات في تناوله
لشخصية هذا القائد المسلم وهذه الأمور ترسخ فكرة أن الإسلام دين سماحة..
وأضاف "إن هذا الفيلم لو أنتجته لأصبح أهم فيلم لعدة أسباب أهمها أن أكبر
ارهاب في العالم كان الحروب الصليبية وأن بعض المسيحيين فضلوا الارهاب
والتطرف الديني على الحوار مع المسلمين خلال تلك الحروب.
اليس من المفارقة المؤلمة أن يكون العقاد ضحية هذا التطرف عندما رحل
مع ابنته في تفجير انتحاري بعمّان بعد سنتين من تلك الزيارة التي ستظل في
ذاكرتنا جميعا؟