كوتشين - راشد بن أحمد البلوشي
سيتم إدخال السفينة إلى الحوض الجاف في ميناء كوتشن وذلك لفحص بعض الأجزاء
منها كالعمود الفقري نظرا لتسرب مياه البحر إلى داخل السفينة، وسيقوم طاقم
السفينة بصيانة سارية الأشرعة التي تأثرت بالرياح في المحيط الهندي، ودهن
جسم السفينة بزيت السمك (الصل) المجلوب من ولاية صور، وتغيير بعض الحبال
التي تآكلت جراء حركة السفينة لمدة ثلاثة أسابيع استعدادا للإبحار إلى
محطتها الثانية إلى سريلانكا حيث من المتوقع أن تستغرق مدة الرحلة قرابة
عشرة أيام أو أسبوعين معتمدة على سرعة الرياح.
** الأحداث دارت على ظهر السفينة
سبعة وعشرون يوما على ظهر جوهرة مسقط وبمقدار وجبتين في اليوم عاشها
البحارة العمانيين والذين يبلغ عددهم ( 14 ) بين الأمواج العاتية والرياح
القوية وفي ظلام الليل، تركوا الأهل والأولاد من أجل رفع علم عمان عاليا
ولكي يسجل التاريخ مرة أخرى في زمن التكنولوجيا وعصرالسفن المزودة
بالتقنية الحديثة والآلة الحديثة بأن البحارة العمانيين قادرون على عبور
البحار والمحيطات كما عبره أجدادهم بالسفن الشراعية.
فتية آمنوا برسالة الوطن واستطاعوا أن يصلوا وفي وقت قصير إلى المحطة
الأولى والحاسمة إلى كوتشين يحدوهم الأمل في مواصلة المحطات الأخرى بعون
الله.
خلال الأيام السبعة والعشرين يحكي البحارة عما معاناتهم مع البحر والأكل والطرائف الجميلة والمنوعة وهم على ظهر السفينة.
يقول أحمد العدوي أحد البحارة ينقسم طاقم السفينة إلى مجموعتين كل مجموعة
تكونت من ثمانية بحارين تم تكليفهم بمهام عمل على أن تقوم كل مجموعة
بالمناوبة في قيادة السفينة، وأن يكون القطبان صالح الجابري المشرف على
المجموعتين. وتناوب كل مجموعة أربع ساعات تتولى المجموعة كقيادة دفة
السفينة وإعداد الخرائط ومراقبة النجوم عن طريق جهاز الكمال.
ويضيف إن من الطرائف التي حصلت معنا في بداية رحلتنا كنا متزودين بالخبز
العماني أحضرناه معنا وتركناه للأيام القاسية وعندما فتحنا الكيس وجدنا أن
الخبز متعفن من شدة رطوبة البحر وحزن جميع طاقم السفينة ولكن استمرت
الحياة على ظهر السفينة، واستبدلناه بالتونة المعلبة واحتسبنا أمرنا إلى
الله.
عند هدوء النفس في ساعات الليل الحالك وفي وسط البحر يمر علينا شريط
ذكريات الأهل والأصدقاء ونتذكر تلك الأيام، وتأتي التساؤلات التي لا ينبغي
علينا أن نعطيها جل اهتمامنا ولكن الحياة على ظهر السفينة تسوق إلينا كل
الأشرطة العقلية التي خزنت في أذهاننا، وقلنا لو لم نعود إلى الوطن ماذا
يكون مصير الأهل والأولاد ، كل هذه الخواطر تشكل في أذهاننا خارطة تستعصي
علينا حلها، ولكن سرعان ما نمسحها عن ذاكرتنا في تلك اللحظة ونستبدلها
بذكرياتنا الحالية التي نعيشها مع بعضنا البعض على ظهر الجوهرة.
** مؤتمر صحفي
وعلى هامش وصول السفينة جوهرة مسقط عقد مؤتمر صحفي حضره عدد كبير من
الإعلام الهندي تحدث فيه القبطان صالح الجابري عن أهمية هذه الرحلة
التاريخية والتي تعتبر امتدادا للتاريخي البحري العماني، وقال إن نسبة
المشقة التي عاناها الطاقم كبيرة ولكن في نهاية المطاف كتب لنا النجاح،
بعدها أجاب على عدد من أسئلة الصحفيين.
** حفل استقبال
وعلى هامش وصول السفينة جوهرة مسقط محطتها الأولى ميناء كوتشين الهندية
أقيم مساء أمس في كوتشين حفل استقبال لطاقم بحارة جوهرة مسقط وذلك تحت
رعاية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية بحضور
سعادة حميد المعني سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الهند وعدد من
المسؤولين من الحكومة الهندية ووسائل الإعلام الهندية.
في بداية الحفل قام راعي الحفل بالسلام على جميع طاقم السفينة مهنئا لهم
بسلامة الوصول إلى المحطة الأولى من الرحلة والتي تعتبر إنجازا تاريخيا
لعمان.
بعدها ألقى سعادة سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الهند كلمة ترحيبية
براعي الحفل، كما تم خلال الحفل تبادل الكلمات الترحيبية براعي الحفل
وطاقم السفينة معربين عن سعادتهم وفرحتهم بنجاح وصول جوهرة مسقط إلى ميناء
كوتشين آملين أن تواصل السفينة محطاتها الأخرى المقررة لها والتي تشمل
سريلانكا وماليزيا وأن تصل إلى محطتها الأخيرة سنغافورة.وقد قدمت إحدى
الفرق الهندية فقرات استعراضية شيقة ورائعة نالت على استحسان الحضور.
من جانب إعلامي تواصلت الصحف الهندية في تغطيتها المتميزة عن وصول جوهرة
مسقط إلى ميناء كوتشين وتناولت بعض اللقاءات مع البحارة كما تناولت بعض
الصحف الهندية مراحل خط سير السفينة وما لاقته من صعوبات لاسيما في المحيط
الهندي، كما أشادت بعض الصحف بدور البحارة العمانيين على مر العصور في
التجارة من خلال عبور السفن العمانية البحار والمحيطات، فيما تم إجراء
لقاءات مع طاقم السفينة.
وقد قامت بعض المدارس الهندية بالتأكيد على توثيق تاريخ جوهرة مسقط من
خلال استقبالها لطاقم السفينة وأقامت لها حفلا يليق بمستوى الحدث، كما
قامت إحدى المدارس بإجراء مسابقة بين طلبتها في رسم جوهرة مسقط وقد حصلت
بعض الرسومات على جوائز تشجيعية.
وأفادت مديرة المدرسة بأن هذا الحدث سيسجل في سجلات المدرسة باعتباره يوما
خالدا في المدرسة وستوضع لوحات الفائزة بالمسابقة في المعارض التي تقيمها
المدرسة.
