جنيف - (د ب أ) : دخلت تجربة جهاز "معجل هاردون التصادمي الهائل" ،
الذي يعرف أيضا باسم "آلة الانفجار العظيم" ، التاريخ ، بعد أن عملت تلك
الآلة على دفع الجسيمات إلى التصادم فيما بينها بأكبر معدل طاقة يشهدها
مختبر على الإطلاق. وكتب علماء بالمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية على
صفحتهم بموقع "تويتر" الإلكتروني للتواصل الاجتماعي قائلين: "تجمع التجارب
أول بياناتها الفيزيائية.. إنها لحظة تاريخية هنا!".
واتضحت السعادة الغامرة للتمكن من تسجيل بيانات في النهاية ، بعد انتكاسات
لا حصر لها ، في رسائل سابقة ، تضمنت العديد من علامات التعجب من الباحثين
في جنيف بعد استكمال كل خطوة من خطوات العملية. وقال المدير العام للمنظمة
الأوروبية للأبحاث النووية رولف هوير في بيان: "إنه ليوم عظيم للمرء يوم
أن يصبح عالما في فيزياء الجسيمات". وأضاف: "انتظر الكثيرون تلك اللحظة
طويلا ، غير أن صبرهم وتفانيهم بدأ في جني الثمار".
ولم تقلل حقيقة أن تقييم البيانات سيستغرق شهورا أو سنينا من بهجة
الباحثين ، بل يعتقد العديد منهم أن عصرا جديدا من العلم يبدأ. ويتوقع أن
يساعد التصادم التاريخي - الذي تم فيه دفع حزمة من البروتونات باتجاه
بعضها البعض بسرعة تفوق السرعات المسجلة سابقا بـ 3,5 مرة - العلماء على
فهم طبيعة الكون. كان المشروع ، الذي تبلغ تكلفته عشرة مليارات دولار ،
تعرض خلال المحاولة الأولى لتنفيذه في عام 2008 لمشكلات فنية أدت إلى تعطل
الآلة. وبعد أشهر من الإصلاحات ، وتشغيلها بمستويات أقل من الطاقة ، صار
الوقت مواتيا في النهاية من جديد للاقتراب من محاولة إجراء التجربة
الرئيسية.
وعمل جهاز "معجل هاردون التصادمي الهائل" ، الذي يوجد على عمق مئة متر تحت
سطح الأرض على الحدود بين سويسرا وفرنسا ، على توليد أسرع تصادم على
الإطلاق بين الجسيمات بطاقة هائلة للغاية قدرها 7 تيرا الكترون فولت. غير
أن الجهاز مصمم للعمل بطاقة أكبر تصل إلى 14 تيرا الكترون فولت ، الأمر
الذي يمكن تنفيذه في مرحلة لاحقة من البحث ، والتي ربما تبدأ في عام 2013
. وكلما تمكن العلماء من تشغيل الجهاز بطاقة أكبر ، زاد فهمهم للفيزياء.