سنغافورة - (د ب ا): عدل البنك الدولي اليوم الأربعاء توقعاته بشأن نمو
اقتصادات شرق آسيا ليرفع تلك التوقعات في الوقت الذي حذر من أن النمو لن
يستمر بقوة إذا لم تقم دول المنطقة بالمزيد من الإصلاحات الاقتصادية
وتعزيز التعاون الإقليمي.
وقال بيكرام نهرو كبير خبراء اقتصادات المنطقة بالبنك الدولي عبر الفيديو
كونفرانس من طوكيو إن دول شرق آسيا النامية تستطيع مواصلة النمو القوي إذا
طبقت الإصلاحات القوية التي كانت جزءا من أجندة تلك الدول قبل تفجر الأزمة
المالية العالمية في خريف 2008 .وحذر من أن " الخطط متوسطة المدى لهذه
الدول تترنح وتفتقد الحماس ".
في الوقت نفسه فإن تعافي الطلب الخارجي مع تحسن الإنفاق الاستهلاكي وحزم
التحفيز الاقتصادي المحلية في دول شرق آسيا النامية دفع البنك الدولي إلى
رفع توقعاته بشأن نمو المنطقة خلال العام الحالي إلى 7ر8% من إجمالي
الناتج المحلي. كانت التقديرات السابقة التي أعلنها البنك الدولي في
نوفمبر الماضي 8ر7% .وقال نهرو "شرق آسيا تتقدم على كل دول العالم في
التعافي" من الأزمة الاقتصادية العالمية.
ورغم التفاؤل بشأن نمو المنطقة الدفوع بشكل أساسي من جانب الصين حذر تقرير
البنك من أن مواصلة النمو القوي على المدى الطويل لن يكون سهلا ولن يتحقق
بشكل آلي.
يغطي تقرير البنك الدولي لمنطقة شرق آسيا دولا مثل الصين إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند وفيتنام وكمبوديا ولاوس.
وقال التقرير إنه من المفيد بالنسبة لدول شرق آسيا الإبقاء على حزم
التحفيز المالي الحكومية التي بدأ تطبيقها لمواجهة تداعيات الركود العالمي
على الأقل حتى نهاية العام الحالي في الوقت الذي تعود فيه هذه الدول إلى
خططها الإصلاحية الأصلية.
وأضاف التقرير أن التحدي الذي يواجه الصين هو إعادة التوازن إلي اقتصادها
حيث أن نموذج النمو الاقتصادي الحالي في الصين يعتمد على الاستهلاك الكثيف
للطاقة والموارد الطبيعية وعدم الاهتمام بالاعتبارات البيئية ولا يوفر
أعدادا كافية من فرص العمل لسكان المناطق الحضرية.
وقال البنك إن الدول ذات الدخل المتوسط في المنطقة وتشمل إندونيسيا
وماليزيا والفلبين وتايلاند وفيتنام مطالبة بالخروج من المنطقة "الوسطى
المزدحمة" في سلم التنمية الصناعية من خلال التوسع في إنتاج السلع المعقدة
عالية التقنية.
أما الدول ذات الدخل المنخفض مثل لاوس وكمبوديا فتحتاج إلى الانتقال من
الاعتماد على الزراعة والتعدين والخدمات غير الرسمية إلى الاعتماد على
التصنيع.
