بوينس أيرس- (د ب أ): "شعرت أنها نهاية العالم" كان ذلك وصف رجل من سكان مدينة كونسيبسيون وهو يرتجف بشكل واضح بعد ساعات من ذلك الزلزال القوي الذي ضرب المدينة التي تقع وسط تشيلي.
لقد نجا الرجل بحياته دون أن يصيبه أذى جراء الزلزال الذي هز البلاد بقوة 8ر8 على مقياس ريختر غير أن كل ممتلكاته دفنت تحت ركام المبنى الذي كان يسكن فيه.
وفي العاصمة سانتياجو 300 كم شمال مركز الزلزال وصف أحد الأجانب المقيمين هناك تجربته الشخصية قائلا: «هرعنا للشوارع بملابس النوم وفي الخارج.. في الظلام كانت الأرض تهتز بعنف لدرجة أننا بالكاد كنا نحافظ على توازننا». كان مكتب وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) من بين العديد من المنشآت التجارية والمنازل والكنائس التي أضيرت جراء الزلزال الذي يعد أقوى زلزال شهدته البلاد منذ خمسين عاما.
وتوقف مطار العاصمة الدولي الحديث وسيظل مغلقا أمام الرحلات الجوية المغادرة والقادمة خلال الأيام الثلاثة المقبلة على الأقل كما توقفت حركة قطارات الأنفاق.
وكانت السيارات المقلوبة تفترش الطرقات التي بدت وكأن يدا عملاقة عمدت إلى لويها أو سحقها. وتقطعت خطوط الطاقة والمياه وانفجرت أنابيب الغاز ما زاد المخاوف من حدوث انفجارات، وامتدت يد الزلزال المدمر لتضرب أحد مراكز نقل البيانات الكبرى لتتعطل بالتالي كل خطوط الإنترنت.
وقالت امرأة في أفينيدا ماتا أحد أقدم شوارع سانتياجو « شعرت بالزلزال وتمكنت من إيقاظ ابني بالكاد قبل ان ينهار جزء من منزلنا».
وأضافت المرأة وهي تمسح دموعها «لقد انهارت واجهة المنزل للتو وأخذت معها الباب والنوافذ». وكان وقع الزلزال على كونسبيسيون أسوأ حيث ذكرت تقارير تلفزيونية أنه لم يخل شارع من مبان مضارة. وقال الخبراء إنها معجزة أن تكون حصيلة ضحايا زلزال بهذه القوة عند هذا المستوى من الانخفاض بينما حصد زلزال هايتي أرواح ما يزيد على مئتي ألف شخص.
وقال سيرجيو باريينتس مدير معهد علم الزلازل بجامعة سانتياجو إن زلزال شيلي كان أشد بواقع خمسين مرة من الزلزال الذي ضرب هايتي في الثاني عشر من يناير الماضي.
ويتوقع المسؤولون ارتفاع حصيلة القتلى لأن الكثير من الضحايا يخشى أن يكونوا عالقين تحت أنقاض المباني المنهارة .ويبدو أن منشآت شيلي القوية حالت دون وقوع كارثة على شاكلة كارثة هايتي أو بوزنها. تسونامي يهدد عدة دول حذرت وكالة الأرصاد اليابانية من أن موجات مد بحري «تسونامي» ربما يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار يمكن أن تضرب سواحل البلاد الواقعة على المحيط الهادئ في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 8ر8 درجة في شيلي أمس. وشمل تحذير الوكالة «الرئيسي» من التعرض لتسونامي كل المناطق الواقعة على المحيط الهادئ وناشدت الوكالة المواطنين في هذه المناطق الساحلية بالتوجه على الفور إلى أراض مرتفعة.
كما حذرت الوكالة من موجات قد يصل ارتفاعها إلى نحو مترين على طول ساحل المحيط الهادئ إضافة إلى منطقتين ساحليتين على بحر اليابان. وتسبب التحذير في وقف حركة القطارات في المناطق الساحلية الشمالية الشرقية وبالقرب من طوكيو .
وقد فر مواطنون يعيشون على طول الساحل الشرقي للفلبين المواجه للمحيط الهادئ من منازلهم وسط مخاوف من وقوع موجات مد بحري «تسونامي» في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب شيلي. وقال المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل إن موجات تسونامي يمكن أن تضرب الساحل الشرقي للبلاد وانتقل سكان جزيرة سيارجاو في اقليم سوريجاو ديل سور إلى الجبال بعد ان تراجعت مياه البحر عدة أمتار.وفي عدة مدن في إقليم دافاو ديل سور قام السكان على طول الساحل بالفرار من منازلهم بعد أن أدركوا ان الأمواج تزداد ارتفاعا.
كما ضربت أمواج مد يصل ارتفاعها إلى 0.8 مترالساحل الشرقي لروسيا في أعقاب الزلزال القوي الذي هز تشيلي إلا أنه قالت مسؤولة بمركز سخالين لأمواج المد إن سلسلة من أمواج المد ضربت شبه جزيرة ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن مسؤول محلي قوله إنه جرى إجلاء عشرات الناس عن منازلهم في جزر كوريل. وتابع أن معظم سكان الجزر يقيمون على أراض مرتفعة.