القدس – نظيرطه : جددت الجماعات اليهودية المتطرفة، لليوم الثاني على التوالي دعواتها لاقتحام المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه بمناسبة ما يسمى بعيد "البوريم" اليهودي.
وقد أعلنت هذه الجماعات اليوم نيتها عن اعادة المحاولة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، بعد فشلها من تحقيق ذلك يوم أمس الأحد..داعية إلى تنظيم مسيرة جماعية تنطلق من ساحة البراق في الجهة الغربية باتجاه الأقصى مرورا بباب المغاربة. وكان المئات من المستوطنين المتطرفين تجمّعوا الأحد في ساحة البراق تلبية لنداءات ودعوات سابقة لاقتحام الأقصى في أيام العيد /الأحد والاثنين/ والصلاة فيه، إلا أن المقدسيين والمرابطين في الأقصى تصدوا لهم وأفشلوا مخططاتهم.
إلى ذلك أفادت حصيلة نهائية أصدرها مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية بشأن المواجهات التي اندلعت في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، يوم امس الأحد، بوقوع أكثر من 20 جريحا، ستة منهم على الأقل بالرصاص المطاطي، و12 مصابا بالغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إصابة واحدة بكسور نتيجة تعرضها للعنف من قبل عناصر الشرطة.
ووفقا للمركز، فإن ستة شبان وفتاتين أصيبوا بالرصاص المطاطي في كل من حي باب حطة وباب الساهرة، في حين أصيبت سيدة في الأربعين من عمرها وتدعى فاطمة البرسي في منطقة باب المجلس بكسر في إحدى رجليها لدى محاولتها الدخول إلى باحات المسجد الأقصى، إلا أن عناصر من الشرطة أغلقوا البوابة عليها ما أصابها بكسور نقلت على إثرها إلى عيادة محلية للمعالجة.
أما فيما يتعلق بالمعتقلين، فقد اعتقلت الشرطة خمسة شبان في شارع الواد بعد مواجهات وقعت هناك، كما اعتقلت فتاة في الخامسة عشرة من عمرها في باب الساهرة، إضافة الى اعتقال 5 فتية من حي راس العمود والذي شهد مواجهات وأعمال رشق بالحجارة.
وبحسب مركز القدس، فإن الأحداث بدأت بعد أن أغلقت الشرطة منذ ساعات فجر الأحد بوابات البلدة القديمة من القدس، وكذلك جميع بوابات المسجد الأقصى ومنعت المواطنين دون سن الخمسين من دخوله، في حين سمحت لمجموعات يهودية متطرفة بالتجوال في ساحات الاقصى تحت مسمى برنامج السياحة الاجنبية.
وقامت شرطة الاحتلال بمحاصرة عشرات المعتكفين داخل المسجد القبلي وسد بواباته بالسلاسل الحديدية، تحت طائلة التهديد باقتحامه واعتقال المعتكفين داخله. ونقل باحثو المركز عن مواطنين داخل البلدة القديمة قولهم أن جنودا اسرائيليين اعتلوا أسطح منازلهم ألحقوا أضرارا بتلك المنازل، في حين اعتدت قوات أخرى من الشرطة على تجمع للمواطنين في باب الأسباط، بالضرب بالهراوات ما أدى إلى إصابة العديد منهم.
وقامت الشرطة باغلاق جميع بوابات البلدة القديمة، ما حال دون وصول مئات التلاميذ إلى مدارسهم في حين لم يتمكن التجار ممن تقل أعمارهم عن خمسين عاما من الوصول إلى متاجرهم.
بدورها دعت النائبة حنين زعبي، عن التجمع الوطني الديمقراطي، القمة العربية في طرابلس لأن تعيد الهيبة السياسية والدينية للقدس والاقصى، في وجه جرائم التهويد التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلية بحق المدينة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.
وقالت زعبي، في بيان صادر عن مكتبها البرلماني اليوم، أن اسرائيل "تتحدى حقوق الشعب الفلسطيني ومكانة القدس والاقصى في العالمين العربي والاسلامي وتتحدى القوانين الدولية وعلى مؤتمر القمة العربية في طرابلس ان يعيد الهيبة السياسية والدينية للقدس والاقصى باعلان دعمه الكامل للنضال الفلسطيني حول حقنا في القدس".
وشددت النائبة زعبي في بيانها على أن "اقتحام قوات الاحتلال للحرم والتنكيل واعتقال المصلين وتحديد اعمار المصلين ومنع دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية ليس خطوة منفردة ولمرة واحدة، بل هو جزء من جوهر السياسة الاسرائيلية تجاه القدس"، مشيرة الى ان اسرائيل " تقوم باذلال المصلين والتعامل مع الحرم القدسي كرهينة سياسية لديها بهدف اثبات السيادة الاسرائيلية".
وكان الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، قال أن ما يحصل في الأقصى المبارك ليس أول مرة ولن يكون آخر مرة..متوقعا أن يدخول المستوطنون للأقصى في أي يوم.."لذا لا بد أن نأخذ الحيطة والحذر بشكل مستمر ويومي".
وقال الشيخ صبري "إن مجيء المستوطنين أصلاً لا يحصل إلا بحراسة الشرطة الإسرائيلية، ولولا الشرطة لما تجرأ هؤلاء دخول الأقصى"..لافتا إلى أنه من المتوقع أن تتصاعد المواجهات في باحات الأقصى والبلدة القديمة، ولكن في المقابل يجب ان يتواصل الاعتكاف في المسجد..مؤكدا "كل شيء متوقع والأمر مرتبط بإجراءات الإحتلال الإسرائيلي.