الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم :
تحت عنوان "عالم يتشكل من جديد..أين دور العرب؟"، افتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، الاجتماع السنوي السابع لمنتدى الإصلاح العربي، الذي عقد خلال الفترة من 1 إلى 3 مارس الجاري. وأشاد سراج الدين برؤى وأفكار الشباب التي طُرحت في المنتدى الخامس للشباب العربي الذي عقد في مكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد سراج الدين أن العرب قادرون على طرح رؤى مستقبلية تساير ما يعتري العالم من تغيرات سريعة ، وتساءل: لماذا أصبح العرب غير مدعوين لصياغة العالم الجديد؟. وانتقد غياب الدور العربي وانعدام فعاليته في ظل الظروف التاريخية المتغيرة، مشيراً إلى أن التغيرات الحالية هي جزء من النظام السياسي العالمي، حيث اختلفت المعايير بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور الصين حالياً كقوة عالمية جديدة. ونبه إلى ضرورة وجود مشروع جديد يجمع العالم العربي في مواجهة تلك التغيرات.
وبالحديث عن الهيمنة الأمريكية على العالم، أكد أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، اكتشفت أمريكا أن أمنها لايزال مهدداً ، وأنها بعد انتهاء الحرب الباردة أصبحت تتعرض لتهديدات من نوع آخر. وللأسف دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في حروب لا حصر لها في أفغانستان والعراق، ولم تتعلم الدرس من نابليون بونابرت، أشهر من خاض الحروب في العالم، والذي قال» القوة لا تحقق شيء.. في النهاية دائماً العقل يهزم السيف».
وأشار سراج الدين إلى أن الأزمة المالية العالمية كشفت عن مدى الترابط بين الاقتصاد العالمي ككل، وألمح إلى قيام الرئيس أوباما بضخ 800 بليون دولار لحل الأزمة وتحرير الاقتصاد الأمريكي وانقاذ كبرى الشركات الأمريكية، في حين أن أمريكا تبخل حينما تحتاج بعض الدول الفقيرة للمساعدات المادية، وكشف أن العالم مازال ينفق 16 ضعفاً على التسليح العسكري في مقابل التنمية.
وحول التغيرات البعيدة المدى، ذكر أن هناك انخفاضاً نسبياً لدور أمريكا، واتضح فشل نبوءة فوكوياما حول نهاية التاريخ، ونظرية صامويل هننجتون حول صراع الحضارات، ثم جاءت مبادرة تحالف الحضارات التي أطلقها محمد خاتمي في مواجهة أفكار هنتجتون ، والتي تحث على التعاون بين الدول في مجالات التعليم والإعلام والشباب والهجرة.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية أن عصر الفضائيات والتواصل الالكتروني غير شكل العالم، فأصبحت أحادية الفكر مستحيلة وتأكد أن هذا العالم المتغير يقتضي التفكير بشكل مختلف. فأمريكا لم تعد كما كانت هي القوة المحركة لمجريات الأمور في العالم، وأوروبا دورها آخذ في التراجع، وروسيا تبحث عن دورها في العالم الجديد، وتنبأ سراج الدين بالمزيد من التغيرات والتحولات في الفترة القادمة.
وانتقد تجاهل العالم العربي لتجارب الدول الآسيوية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية، والنظر تجاه أوروبا وأمريكا فقط. في حين أن هذه الدول حققت الكثير من الانجازات والمعجزات في فترة زمنية وجيزة فاقت التوقعات. وانتقل إلى العالم العربي الذي يعاني من مشاكل عدة، وتباعد وجهات النظر، ووجود خلافات كبيرة ومعوقات عديدة، منها الحرب في العراق والسودان واليمن وأفغانستان، إلى جانب الصراع العربي الإسرائيلي القائم برغم المواقف العربية الواضحة. واستعرض خريطة توضح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي خلال 60 سنة في الأراضي الفلسطينية.
