كتبت - مديحة عثمان
الزائر لمعرض "ألوان الوقت" الذي افتتح مساء أمس في صالة بيت مزنة،
يجد نفسه وقد اخترق عوالم من الأساطير والحكايات العربية من خلال الرموز
والألوان والكلمات التي اختارها الفنان اللبناني المبدع هرير ليعرضها عبر
لوحاته ضمن أولى معارضه الشخصية في السلطنة بعنوان "ألوان الوقت" افتتحه
سعادة عفيف أيوب السفير اللبناني المعتمد لدى السلطنة، وحضره جمع غفير من
محبي الفنون التشكيلية.
وكان حفل افتتاح المعرض قد استهل بكلمة ألقتها إلين موليت المديرة الفنية
للصالة والتي رحبت فيها بالفنان وراعي الحفل والحضور، وأشارت إلى ثراء
تجربة الفنان ومشواره الفني الذي انطلق في الستينيات، انتقل فيها بين
مختلف الدول العربية والغربية لعرض تجربته الفريدة من نوعها منها دولة
الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية
الهاشمية، ومملكة البحرين ودولة قطر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة
الأمريكية، والبرازيل، وفرنسا، وإسبانيا، واليونان، كما عرجت على ذكر
أسماء بعض الشخصيات المهمة التي اقتنت أعمال الفنان، ثم عبر الفنان هرير
عن عميق سعادته بإقامة معرضه بالسلطنة، التي بطبيعتها البكر خير حاضنة
لأعماله التي تجول في ذات الإطار الأسطوري.
تجول بعدها راعي الحفل والفنان في أرجاء المعرض، وكانت البداية مع مجموعة
من الأعمال التي تكرر فيها رمز الحصان، تشير في ظاهرها إلى القوة التي
فرضها الفارس والحصان على أرض المعركة، وفي ثناياها نجدها لوحات تعبيرية
تعبر عن القوة والسيطرة بالانفعالات والمشاعر وسط حروب الثقافات التي
اختلطت في العالم توارت فيها بعض الثقافات عن الأنظار، تليها مجموعة من
اللوحات تظهر فيها النساء، وقد برزت الأزياء التي ترتديها وتشير الوجوه
وطبيعتها إلى عصور البيزنطية والفينيقية تتوسطها حمامة السلام في بعض
اللوحات، وتعج بالفرحة والابتسامة في لوحات أخرى.
وتجتمع كل تلك المشاعر والأحداث في لوحة واحدة بلمسة مميزة تختصر تلك
الحياة، يتجه بعدها راعي الحفل والحضور إلى قاعة العرض الرئيسية التي
تتكرر فيها تلك الأعمال بلمسات مختلفة تضفي تعبيرا آخر للأعمال، وفي كل
الأعمال نجد الفنان لا يهاب من استعمال الألوان ودمج الباردة منها
والساخنة في عمل واحد، ثم تنسدل تلك الألوان تدريجيا في أعمال أخرى مع
تكرر رموز الحصان والأنثى والشمس، والأخيرة ربما ترمز لسطوع تلك الفترة
وربما إلى دوامة الزمن.
بالإضافة إلى الرموز التي ذكرناها سلفا، نجد أعمال الفنان الخطية وقد جاءت
بنفس الدوامة، محاطة بهالة من الزخارف الإسلامية والعربية بألوان هي ذاتها
التي تكررت في معظم الأعمال وهي الأزرق والأخضر، والذهبي والبرتقالي
والأحمر، والقوة التعبيرية في أعماله تتجلى في قوة العناصر التي ظهرت
بوضوح في أعماله فيما أخفت العديد من الأسرار وراءها. بقي أن نذكر أن محبي
الفنون التشكيلية بإمكانهم زيارة المعرض الذي يفتح أبوابه أمام الزوار
لغاية الخامس من إبريل المقبل.