كتب - خميس السلطي
في مؤتمر صحفي أقيم أمس بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحدث
البروفيسور رشدي راشد حنفي عن زيارته للسلطنة والتي أبدى إعجابه الشديد
بها كونها بلدا لحضارات عربية، كما تحدث عن سيرته الذاتية وإنجازاته
المتعددة في إطارالبحث العلمي كونه مدير أبحاث بالمركز القومي الفرنسي
للبحث العلمي بباريس، وتحدث البروفيسور عن آلية العمل في البحث العملي
وهذا ما دلت عليه المحاضرتان اللتان ألقاهما خلال فترة حضوره بالسلطنة
مؤخرا، للوصول إلى أعلى مستوى ممكن من البحث العلمي، كما بين الخطورة من
النقل والنسخ فيما يتعلق بالمخطوطات، أشار أن اللامبالاة في حقيقة هذا
الأمر والعمل غير المتخصص مع عدم توفر المعايير الموضوعية التي يجب أن
تستقى في مجال البحث العلمي والذي قد يوصلنا إلى نتائج خطيرة ويجب إعادة
النظر فيما يتعلق بالبحث العلمي في هذا الجانب.
وقد ألقى البروفيسور رشدي راشد حنفي صباح أمس محاضرة بمعهد العلوم الشرعية
بالخوير أتت تحت عنوان "المخطوطات بين العلماء والنساخ" تحدث فيها عن
أنواع المخطوطات العلمية، وكيفية التعامل مع كل نوع، وتناول باختصار بعض
الملامح العامة لها، وما تثيره من صعوبات ومسائل عند التحقيق، وتكلم أيضا
عن مخطوطة المؤلف بشكل خاص، مع ضربه بعض الأمثلة من الرياضيات، كما بين
خلال المحاضرة كيفية العمل عند العثور على نسخة المؤلف، وكيف يتم تحقيق
هذه المخطوطة، ونوه إلى العقبات التي يقابلها عند تحقيق مثل هذه
المخطوطات، ووضح بأن ما يعمل في العلوم يعمل أيضا في الميادين الأخرى،
فالشروط اللازمة لهذا تشملها جميعا، فما ينطبق على العلوم الإنسانية ينطبق
على العلوم الإسلامية بشكل عام، كما بين في محاضرته أيضا أمثلة على أنواع
من المخطوطات، فأورد أمثلة من مخطوطات المؤلف، والنسخة المنقولة عن نسخة
المؤلف أو نسخة قريبة العهد بها، ومنها أمثلة من أعمال الكندي في المناظر،
وأعمال ابن سهل في المناظر، وأعمال ابن الهيثم في المناظر، وأورد كذلك
أمثلة على المخطوطة التي نسخها إمام من أئمة العلم مع كونها غير منقولة
رأسا من نسخة المؤلف، مثل المخطوطات التي نقلها الحسن بن الهيثم نفسه، وهو
من أكبر رياضيي الإنسانية، والمخطوطة التي نقلها الإمام محمد بن الحسن
الطوسي وغيره، والهدف من جميع ذلك واحد، وهو: كيف نصل إلى إرساء القواعد
الأساسية والقواعد العلمية التي يجب أن تتم بناء عليها عملية التحقيق،
وذلك حتى يخدم هذا التراث بالصورة العلمية الصحيحة، وليس مجرد نقل
المخطوطات، وهذا لا يخدم هذا التراث بل بالعكس قد تكون النتيجة عكسية في
هذا النقل.
وفي المساء استضاف النادي الثقافي الباحث لإلقاء محاضرة حول "البحث العلمي
والمجتمع المعرفي" في أمسية أدارها خميس العدوي حيث تحدث حول البحث العلمي
في السلطنة والأهداف المستقبلية والبرامج والخطط الاستراتيجية للمجلس عن
تاريخ المعرفة والبحث العلمي وأثار البحث العلمي على المجتمعات ونموها
مستشهدا بأمثلة من التاريخ وتجارب الدول وتحدث د. سيف بن عبدالله الهدابي
الأمين العام المساعد للبحوث والبرامج العلمية بمجلس البحث العلمي حول
مفهوم البحث العلمي وتجربة المجلس ودارت نقاشات مع الحضور.