* وحدة للحروق في مستشفى خولة بسعة 40 سريرا.
مسقط - الشبيبة
رعى صباح أمس بمعهد العلوم الصحية سعادة محمد بن حسن بن علي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط المؤتمر الوطني لجراحة التقويم والتصحيح (عمان 2010م) والذي تنظمه وزارة الصحة ممثلاً بمستشفى خولة قسم جراحة التقويم والتصحيح وجراحة الوجه والرأس.
تضمن برنامج المؤتمر كلمة ترحيبية لسعادة وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط قال فيها: يسعدني أن ألتقي بكم في افتتاح المؤتمر الوطني لجراحة التجميل والجراحة الترميمية، الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة في قسم جراحة التجميل بمستشفى خولة. ويوفر مؤتمرنا اليوم فرصة رائعة لكوادرنا الصحية لتبادل المعلومات والاستفادة من خبرات الخبراء الزائرين في هذا المجال، بما يؤدي إلى تطوير الخدمات العلاجية وتحسين نوعية التدخلات الطبية في الحالات المترددة على مؤسساتنا الصحية، والتي تحتاج إلى هذه النوعية من الجراحات بهدف تحسين وظيفة أحد أعضاء جسم الإنسان أو مظهره. فأهلا ومرحبا بكم جميعا، مشاركين ومحاضرين، متمنيا لأعمال هذا المؤتمر كل أسباب النجاح والتوفيق.
وعن ما حققته السلطنة من إنجازات في السيطرة على الأمراض المعدية قال سعادته: تماما كما هو الحال في الدول الصناعية المتقدمة، فإن السلطنة، وقد حققت إنجازات واضحة في السيطرة على الأمراض المعدية في العقود الماضية، فإنها تكافح اليوم بالدرجة الأولى أنماطا أخرى من الأمراض مثل الأمراض المزمنة غير المعدية والتشوهات الخلقية، بالإضافة إلى الإصابات الناتجة عن الحوادث، مما أدى إلى ازدياد الحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية التصحيحية والتكميلية بصورة لم تشهدها السلطنة من قبل ، ولقد أدى كل ذلك إلى زيادة العبء على مؤسسات الرعاية الصحية الثالثة بأقسامها المختلفة، مثل قسم جراحة التجميل والذي لم يكن له وجود في السلطنة قبل عام 1984م، حين بدأت وحدة معالجة الحروق في مستشفى خولة في إنشاء السجل الوطني للحروق. ومن المعروف أن الحروق العرضية تحدث بشكل شائع خصوصا بين الأطفال والنساء، وتتطلب تدخلا علاجيا وجراحيا في المرحلة الحادة، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة علاج التشوهات الناتجة عن الحروق والتي كانت نواة إنشاء القسم.
وعن الخدمات الجراحية التجميلية بمستشفى خوله أشار سعادته إلى أنها شهدت الخدمات الجراحة والتجميلية في المستشفى تطورا ملحوظا على مر السنين. وفي الوقت الحاضر، يعتبر قسم جراحة التجميل والجراحة الترميمية وجراحة الجمجمة والوجه بالمستشفى من أكبر الأقسام على مستوى المنطقة، إذ يضم 80 سريرا و 22 طبيبا، بالإضافة إلى الموظفين الداعمين وهيئة التمريض والتأهيل وغيرهم. ويوفر القسم الرعاية الشاملة لعدد من حالات التشوهات الخلقية الشائعة في السلطنة مثل الشفة المشقوقة والحنك المشقوق، وتشوهات الجمجمة، وغيرها. ويتمتع أسلوب علاج هذه الحالات الذي ينتهجه القسم بتقدير عالمي كبير، وهو معترف به كمركز دولي للتدريب في مجال رعاية الأطفال الذين يعانون من التشوهات الخلقية من قبل هيئة أمريكية مرموقة تعمل في هذا المجال.
وأضاف كذلك سعادة وكيل الوزارة لشؤون التخطيط ومن الخدمات التي يقدمها القسم أيضا جراحات اليد لعلاج إصابات وتشوهات اليد، والتي هي أيضا شائعة جدا بسبب تزايد عدد الحوادث والإصابات في السلطنة. ويجري يوميا في مستشفى خولة إجراء عمليتين أو ثلاث من عمليات جراحة اليد الطارئة بالإضافة إلى العمليات الأخرى غير الطارئة. وتتوافر بمستشفى خولة كل أجهزة ومعدات إجراء الجراحات المجهرية، والتي هي جزء لا يتجزأ من عمليات جراحة اليد، والتي تمكن الأطباء من إجراء عمليات زرع الأطراف ونقل الأنسجة وإعادة توصيل الأوعية الدموية وإصلاح الأعصاب الطرفية بواسطة إمكانيات الجراحة المجهرية. وكلها أصبحت من العمليات التي تجرى بنجاح تام وبصورة اعتيادية في مستشفى خولة ، وبالإضافة إلى وحدة الحروق التي أنشئت في مستشفى خولة، فقد أنشأت وزارة الصحة وحدة ثانية للحروق في مستشفى السلطان قابوس بصلالة في عام 1999م، والتي تعمل حاليا بكامل قدراتها. وبالإضافة إلى تلك الوحدتين، أنشأت وزارة الصحة حديثا وحدات أخرى للحروق في كل من مستشفيات صحار ونزوى وصور.
كما أكد سعادته في كلمته أن الخطة الخمسية الصحية الثامنة ستتضمن – إن شاء الله – إنشاء وحدة جديدة للحروق بمستشفى خولة على أعلى مستوى بسعة 40 سريراً. ومن المنتظر أن تضطلع الوحدة الجديدة بمسؤولية إجراء جراحات الجمجمة والوجه لعلاج التشوهات الخلقية، وإصابات الرأس والعنق التي تحدث بسبب حوادث المرور على الطرق، وكذلك علاج سرطانات الرأس والرقبة باستئصالها وإعادة ترميم الأنسجة والأعضاء حولها.
وعن البيانات الإحصائية لجراحات التجميل والجراحة الترميمية التي أجريت في مستشفيات السلطنة خلال عام 2008م قال سعادته: لقد وصل إلى 337 جراحة، بالإضافة إلى 180 جراحة أخرى لحالات تهتك الأنسجة. ومع العناية التي يلقاها المرضى المترددين على أقسام جراحة التجميل والجراحة الترميمية بمستشفياتنا، والمهارة التي أصبح يتمتع بها أطباؤنا في هذه التخصصات، فإن المرضى المحتاجين لمثل هذا النوع من العمليات لم يعودوا مضطرين للسفر لتلقي العلاج في الخارج.
كما أضاف أيضاً في كلمته أن التجديد الدوري والمنتظم للمعارف والمهارات يعد محورا رئيسيا من محاور الممارسة المهنية في مجال الطب الحديث، وأداة مهمة لمواكبة التطور العلمي والتقني. وفي هذا الإطار ينعقد مؤتمركم هذا، والذي يضم نخبة من الخبراء الدوليين في مجال جراحة التجميل، والذين حضروا من المملكة المتحدة والهند وجمهورية مصر العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، لإثراء موضوعاته بغزير علمهم وخبراتهم، جنبا إلى جنب مع عدد من الاستشاريين والاختصاصيين المرموقين العاملين في مستشفيات السلطنة. وإنني لعلى يقين بأن تفاعلكم الإيجابي وحسن استفادتكم من مجمل النقاشات والأطروحات العلمية في هذا المجال، سوف يسهم في تعميق الصلات العلمية فيما بينكم، بما يسمح بإدخال مزيد من التحسينات على الخدمات الطبية في السلطنة.
وفي ختام كلمته قال محمد بن حسن بن علي وكيل الوزارة لشؤون التخطيط: لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر إلى ضيوفنا الكرام، وأتمنى أن يسعدوا بطيب الإقامة عندنا. كذلك أشكر أطباءنا الذين وفدوا من كل مكان في السلطنة لحضور هذا المؤتمر العلمي المهم. ولا يفوتني أن أشكر كذلك القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، متمنيا أن تتكلل جهودكم جميعا بالنجاح بإذن الله.
من جانبه تطرق الدكتور سي توماس رئيس قسم جراحة التقويم والتصحيح بمستشفى خولة إلى تطورات جراحة التقويم والتصحيح في السلطنة على مر السنين وكيف بدأت بعدد قليل من الأسرة والأطباء والى ما آل اليه قسم جراحة التقويم والتصحيح الآن ، حيث يضم 80 سريراً و 12 سريراً للحروق بالإضافة الى وجود حوالي 20 طبيبا ، وبهذا يعتبر القسم في مستشفى خولة من أكبر الأقسام في المنطقة .
كما تطرق توماس إلى نوعية الحالات التي يتم علاجها في القسم مثل جراحة التشوهات الخلقية في الأطفال وجراحات اليد والجراحات الميكروسكوبية وجراحات الرأس والوجه وغيرها .
وأشار في كلمته إلى أن التقدم الهائل في قسم جراحة التقويم والتصحيح ما هو إلا جزء من التقدم في مجال الطب في السلطنة بصفة عامة وهو بدورة جزء من التقدم الملحوظ في كل المجالات في السلطنة وهذا بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه-.
المؤتمر يهدف إلى معرفة آخر التطورات والجديد في مجال جراحة التقويم والتصحيح للأطباء وقطاع التمريض بالسلطنة ويشارك فيه مجموعة من الأطباء الدوليين من بريطانيا والهند ومصر والإمارات بالإضافة إلى الأطباء المشاركين من السلطنة من مستشفى خولة والنهضة ومستشفى السلطان قابوس بصلالة وعدد من المستشفيات الخاصة .
