نيك كلارك
جاء يوم المرأة العالمي هذا العام مبشرا بالانتصارات في الوقت الذي أصبحت
فيه كاثرين بايجلو أول امرأة تفوز بجائزة الأوسكار كأحسن مخرجة. ولكن عالم
الشركات أفسد هذا النجاح عندما أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرا
ينتقد فيه شركات الأعمال حول العالم لفشلها في غلق الفجوة بين الجنسين.
جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء البريطاني إنه "من غير
المقبول" أن تكون هناك شركات بريطانية بدون أي تمثيل نسائي في مجالس
إدارتها، وأضاف قائلا إنه إن لم يتغير شيء "فسوف نحتاج إلى اتخاذ خطوات
أكثر جدية." وقد أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي أمس الأول الاثنين تقريره
الخاص بالفجوة بين الجنسين في الشركات، وهو عبارة عن دراسة لبعض أكبر
شركات العالم، كشف فيه أن الكثير من هذه الشركات فشلت في معالجة قضية
المساواة في الأجور وخسرت المواهب الأنثوية.
تقول سعدية زاهدي، إحدى المشاركات في تأليف التقرير ورئيسة برنامج
القيادات النسائية والمساواة بين الجنسين التابع للمنتدى الاقتصادي
العالمي، تقول إن ما يبدو وكأنه "جرس إنذار" أن الشركات لا تقوم بما يكفي
لمحاربة عدم المساواة. "في حين أن مجموعة محددة من الشركات في اسكندنافيا
والولايات المتحدة والمملكة المتحدة هي فعلا شركات رائدة في دمج النساء،
إلا أن فكرة أن معظم الشركات قد أصبحت متوازنة من حيث الجنسين أو صديقة
للمرأة مازالت فكرة أسطورية،" كما تقول زاهدي.
بنسبة 52% تمتلك الولايات المتحدة أكبر نسبة عاملات من النساء في كل
المستويات، تليها أسبانيا بنسبة 48% وكندا بنسبة 46%. وفي حين تصنع الهند
تقدما في المساواة بين الجنسين في برلمانها – ثلث المقاعد سيتم تخصيصه
للنساء بموجب قانون مقترح – تصل نسبة النساء في القوى العاملة إلى 23%
فقط. وقد جاءت المملكة المتحدة في المرتبة السابعة حيث وصلت نسبة النساء
العاملات بها 40% فقط.
وتميل العاملات من النساء أن يتركزن في وظائف صغيرة أو متوسطة المستوى
"ويبقى وجودهن نادرا في وظائف الإدارة العليا أو مجالس الإدارة في معظم
البلاد والصناعات، كما اكتشف مسح المنتدى الاقتصادي العالمي. وقد تمثل
أكبر استثناء من هذه القاعدة في النرويج، حيث بلغت نسبة تمثيل النساء في
مجالس الإدارة أكثر من 40% لأغلب الشركات التي تم تطبيق المسح عليها، بسبب
التنظيمات الحكومية.
قال جوردن براون يوم(الإثنين): "عندما يكون أكثر من نصف عدد الخريجين من
النساء، لا يكون مقبولا بالمرة ألا يكون في أي شركة من أكبر مائة شركة
عامة امرأة واحدة في مجلس الإدارة."
من بين الستمائة شركة التي أجرى عليها المنتدى الاقتصادي العالمي مسحا عبر
عشرين دولة، أقل من 5% يحتل فيها المناصب التنفيذية الكبرى نساء. وجاء في
المقدمة فنلندا بنسبة 13% في العينة التي تم أخذها. وفي المملكة المتحدة،
كان ضمن النساء اللاتي يشغلن مناصب تنفيذية كبرى مدام مارجوري سكاردينو،
رئيسة شركة بيرسون للنشر، وكيت سوان في شركة دبليو إتش سمين، وسلاي بايلي
في شركة ترينتي ميرور، ودورثي ثومبسون في شركة دراكس. وفي الولايات
المتحدة، تشغل أيرين روزينفيلد منصب رئيسة شركة كرافت، شركة الأغذية
العملاقة التي اشترت شركة كادبوري، وتشغل إندرا نويي رئيسة مجلس الإدارة
والرئيسة التنفيذية لشركة بيبسي.
ولكن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي قال إنه لا يوجد ببساطة عدد كاف من
النساء في المناصب التنفيذية. وأضاف التقرير أن الحواجز أمام النساء في
المناصب العليا تشمل "عدم وجود القدوة." وتتمثل معوقات أخرى في "المبادئ
العامة والممارسات الثقافية" و"الثقافة الذكورية لدى الشركات."
يقول كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي:
"على الرغم من وجود الدليل فيما يتعلق بأهمية دمج المرأة في الاقتصاد، وفي
ظل تزايد اعتماد الاقتصاد العالمي على الصناعة المعرفية والعاملين في مجال
المعرفة، تظهر البيانات على مستوى الدولة بوضوح أنه مازال هناك تناقضات
بين فرص العمل والأجور المتاحة للنساء وتلك المتاحة لنظرائهن من الرجال."
خدمة إندبندنت-الشبيبة-
