كتب - حنيفة الحوسنية وموسى آل رحمة انتصار الشبلية وفايزة الكلبانية
اختتمت مساء أمس فعاليات الأيام المسرحية على مسرح كلية العلوم
التطبيقية بالرستاق تحت رعاية سعادة الشيخ يحيى بن محمد الكمالي والي نخل
وبحضور أصحاب السعادة ومديري الدوائر الحكومية والخاصة وعمداء بعض الكليات
وعدد من المشايخ وأعضاء الهيئة الاكايمية والاكاديمية المساندة وعدد من
المهتمين والمتبعين بالجانب المسرحي واختتمت الفعاليات التي تابع الجمهور
من خلالها ستة عروض وجلسات نقدية ومحاضرات بعرض صحار "الستارة " وهي من
تأليف أحمد الماجد وإخراج محمد العوضي.
يتألف طاقم المسرحية في التمثيل (بطل المسرحية) الطالب أحمد العويني بدور
الرجل، وخالد الظهوري بدور الشخص الأول، وصالح السعدي بدور الشخص الثاني،
وماجد النوفلي بدور الشخص الثالث، في السنوغرافيا الطالب عيسى الصبحي،
وأسعد الحراصي وسليمان القصابي، وإدارة الخشبة الطالب موسى جعفر آل رحمة،
وعادل بن عيسى الحوسني، والديكور طاقم ديكور أيام صحار المسرحي، والمسرحية
رمزية عبثية تدور أحداثها حول صراع رجل بينه وبين نفسه وأثر النزعات
النفسية التي تتمخض عن السلطة يعيش الحياة بشتى أنواعها وما يقابله من
أحداث في الحياة اليومية، حيث يتمنى المخرج من خلال العرض أن ينقل صورة
تترك أثرا واضحا من خلال الشخوص والرموز المستخدمة في هذه المسرحية.
وقدمت ظهر الأمس كلية العلوم التطبيقية بصور مسرحية "قاع" والتي تدور
أحداثها حول مجموعة من الناس أصيبوا بالجرب وهم على ظهر السفينة، وتم
إنزالهم على قاع السفينة حفاظا على سلامة بقية الركاب. المسرحية جاءت
تناقش قضية عربية في قالب رمزي .عمل على إخراجها يعقوب المحروقي وتساعده
في الإخراج إنتصار الشبلية، وشارك في التمثيل نخبة من الطلبة المتميزين في
مجال التمثيل وهم خليل الرحبي في دور القاص الذي يرمز الكتاب والادباء،
وسناء الهدابية في دور الشابة، وأحمد البريكي في دور البدين الذي يرمز إلى
الناحية المادية من المجتمعات، ومحمد الخليلي في دور الداعية الذي يرمز
الى أهل الدين.
وتضمنت فعاليات يوم أمس الأول جلسة نقدية للعرضين, العرض الأول كان بعنوان
طبق لكلية العلوم التطبيقية بصلاله، العرض الثاني لكلية العلوم التطبيقية
بصور، والذي يحمل عنوان "وداعا مؤقتا، المسرحية رمزية تجسد الصراع القائم
بين اليأس والأمل، دارت فكرتها حول سجين يدخل الجمادات المحيطة به إلى
عالمه الخاص، لتبدأ بالعبث به وتدميره حتى النهاية، فتداهمه وساوس ويتوهم
بأن امرأة موجودة بالغرفة المجاورة لدرجة أنه يحدثها.
كما كان للجلسة النقدية والنقاد حضورهم المتواصل، والفعال لإيضاح الصورة
المبهمة، وتوسيع دائرة المعرفة الفنية لهواة المسرح وعشاقه من مشاركين
وجماهير متعطشة قلوبهم للذوق الفني الراقي، البداية كانت مع مسرحية طبق
حيث أثنى خالد عبداللطيف على العرض ككل، وكانت الفكرة مألوفة بين الحاكم،
والمحكوم، صراع بين المركز، والهامش، والأقوياء والضعفاء، كما نجحت
المسرحية في إظهار هوامش جديدة أضافت للعمق المسرحي عمقا أكبر من حيث
البنية الأساسية للعرض.
النص نجح في رسم الشخصيات، حيث أعطى للمخرج مساحة فضاء واسعة لإظهار
الصراع الدرامي المتسارع إلى أن بلغ ذروته في المشاهد الأخيرة، أثنى على
مخرج المسرحية عبيد الرواحي حيث وصفه بالذكاء في تعامله، واعتنائه
بالممثلين وأدائهم الحركي، وأضاف أن عرض طبق في مجمله توليفة ذكية استطاعت
أن تصف الموروث الشعبي، كما نجح العرض في كسر الحاجز الرابع أو ما يسمى
بالحاجز الإيهامي أو الجدار الرابع وهذا ساعد على توطيد علاقة حميمية بين
خشبة المسرح والفضاء الممتد حولها.
أما عبد الرزاق الربيعي فقد بدأ حديثه بسؤال طرحه لمخرج العرض وطاقم
مسرحية طبق وهو: ماذا كانت وظيفة الناقدة عزة القصابية التي ورد اسمها كـ
"دراماتورج" للعرض في العمل؟ أهي مجرد مطلعة على النص مع إبداء بعض
الملاحظات والنصائح الفنية لطاقم أم أنها كانت تحضر مع الطاقم أثناء فترة
التدريبات؟
كما قال العرض كان مطعما بالأغاني، وهذا ما تميز به المسرح الظفاري، وجود
مشاهد تتخللها بعض المقاطع الغنائية بها كثير من الإبهار السمعي، والبصري.
وأضاف استطاع العرض أن يحقق الغرض المطلوب من وضع بعض المقاطع الموسيسقية
والأغاني وهي متعة الجمهور وتفاعلهم مع الأغنية، وأضاف العرض بشكل عام كان
محددا بإطار الواقع، حيث قدم رواية واقعية لقراءة واقعية للنص. وتمنى خالد
عبداللطيف لو تم التعمق في حالة الجوع التي ظهرت بلمحات مبسطة في مشاهد
العرض.
وبالنسبة لعرض "وداعا مؤقتا" لكلية العلوم التطبيقية بعبري قال خالد عبد
اللطيف تمنيت لو كان النص المقدم من تأليف طلبة تطبيقية عبري، العرض كان
استعادة للمناخات القاسية، وهو خلطة لهذه الأجواء.
المسرحية رمزية حيث كان بمثابة زنزانة صغيرة لهذا العالم كله، أما الإخراج
فرغم المهارات الإخراجية التي بدت واضحة من حركة الممثلين، وتوظيف كل
مساحات المسرح، إلا أنني أرى أنه ليس بالضرورة أن يكون البطل هو اللافت
للأنظار ولكن أدوار الفريق الثلاثي كان أكثر ظهورا. كما أثنى على الديكور،
والتوظيف الجيد له من قبل الممثلين واعتبارهم كقطعة من قطع الديكور، ويرى
خالد عبدالطيف أن نهاية المسرحية كانت مباشرة إلى حد كبير مما أفسد كل
المناخات الواسعة في مشاهد العرض وجاءت عكس ما هو مفروض ومتوقع.
أما عبد الرزاق الربيعي فقد صنف العرض المسرحي ضمن ما يسمى بأدب السجون،
وعن أداء الممثلين فقال إن السجين كان سجين ذاته حيث عاش على وهم الخلاص
مما هو فيه، وأضاف أعجبني فكرة الأشباح حيث اعتبرهم معادلة لهواجسهم وهو
يمثل الصراع الداخلي مجسدا على خشبة المسرح، حيث تحرك الأشباح بطريقة سلسة
وكانت لديهم الكثير من المرونة واستغلوا كل الفضاءات، كما اتفق مع رأي
خالد عبد الطيف من حيث التوظيف الجيد لديكور حيث كانت الخشبة خالية من
الديكور سوى السرير الذي وظف بشكل صحيح، وأضاف عبد الرزاق الربيعي قائلا:
كنت متحمسا ومتفاعلا مع العرض لكن النهاية جاءت متباينه مع المتوقع،
وبرأيي لو التزم المخرج بخاتمة المؤلف لكان العرض عرضا متكاملا، فدخول
الضوء أفسد العرض نوعا ما.