الرستاق - محمد بن هلال الخروصي ويحيى الناصري:
وسط حضور كبير من عشاق الدراما والمسرح من الطلبة والطالبات ومن المجتمع المحلي رعى مساء أمس الأول سعادة الشيخ أحمد بن عبدالله الكندي والي الرستاق افتتاح المهرجان المسرحي الثاني والذي تنظمه كلية العلوم التطبيقية بالرستاق بحضور عدد من المسؤولين بالدوائر الحكومية والأهلية في المنطقة والدكتور مصطفى عبد الباقي عميد كلية العلوم التطبيقية بالرستاق وذلك بمشاركة خمس فرق مسرحية وبمشاركة تحكيمية كبيرة ممثلة في عبدالغفور بن أحمد البلوشي، مدير دائرة المسرح والسنما والفنون التشكيلية بوزارة التراث والثقافة. والدكتور محمد بن سيف الحبسي رئيس الجمعية العمانية للمسرح والأستاذ شبير بن عبدالرحيم العجمي أخصائي نشاط مسرحي. ووسط حضور من عدد من الفنانين بالسلطنة رغبة منهم في دعم الحراك الثقافي والمسرحي على وجه الخصوص.
اشتمل حفل افتتاح المهرجان كعادة المهرجانات المسرحية مقتضبا ليكون تفصيليا من خلال العروض المقدمة حيث ألقى محمد بن سليم المخرومي رئيس جماعة المسرح بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق كلمة تناولت الأهمية التي يمثلها هذا المهرجان في دورته الثانية والدور الذي يمثله المسرح كركيزة أساسية لبناء الشخصية المتكاملة.
ليلقي بعدها الدكتور محمد بن سيف الحبسي رئيس الجمعية العمانية للمسرح كلمة الجمعية والتي تشارك في هذا المهرجان بشكل مباشر سواء من خلال تقديم الخبرة والمشورة أو من خلال لجنة التحكيم وغيرها من الأدوار التي تضطلع بها الجمعية في سبيل الارتقاء بدعم الحركة المسرحية في السلطنة حيث أوضح في كلمته الهدف من إنشاء الجمعية العمانية للمسرح للنهوض بالحراك المسرحي والثقافي في السلطنة بشكل عام تأكيدا للأوامر السامية بدراسة الدراما والمسرح بشكل عام مشيرا إلى أمية التواصل بين الخشبة والمسرح لنقل الرسالة السامية للمسرح مشيرا كذلك إلى أن هذا المهرجان يأتي مواكبة مع المهرجانات التي تدعمها الجمعية العمانية للمسرح والتي تسعى الجمعية إلى تأكيد حضورها وتحقيق أهدافها في الرقي بالمسرح العماني موجها دعوته لكل من يرغب في خوض غمار المجال المسرحي في الانتساب والمشاركة في أعمال الجمعية منوها بضرورة التكاتف والتعاون لتحقيق هذا الهدف.
بعدها بدأت أولى عروض المهرجان بمسرحية والتي حملت عنوان (سوناتا الانتظار) وهي من تاليف الكاتب إسماعيل خلف وإخراج انتصار الرقيشية ومساعدة المخرج محمود المخرومي وتمثيل كلٍ من خالد الحراصي ومها الرئيسية. وقام بأداء العرض على الخشبة الطالب خالد الحراصي في دور الرجل وقامت الخريجة مها الرئيسي بدور المرأة حيث جسد النص طابع الرمزية من خلال مشاهد التباكي على ما آلت إليه الأحوال وحالة الفراغ والبؤس الذي يكتنف المكان والبحث عن أمل لمخرج من خلال الحلم ورحلة قطار الحياة عند محطة الزمن الذي لا ينتظر صاحبه والمحاولات التي بذلها الممثلان في ترجمة الحلم إلى حقيقة ولو في سن متأخرة وأهمية الإحساس بالآخر والآثار التي تملأها الوحدة وقد ترجمت المجاميع المعاناة ووالآلام التي يعيشها الشباب في الواقع.
وسيشهد اليوم الثاني للمهرجان عرض مسرحيتين الأولى بعنوان لعبة الحياة والثانية (حلويات بلا وطن) ليختتم المهرجان يوم غد الأربعاء بعرض مسرحيتين الأولى تحمل عنوان البحث عن الخلاص والثانية (كازانوفا).
وقد عبر عارف البلوشي مشرف النشاط المسرحي بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق عن سعادته بانطلاق المهرجان المسرحي في نسخته الثانية والذي يقدم هذا العام بحلة جديدة، وأفكار متجددة من خلال العروض المقدمة.
مشيرا إلى أن عروض هذا العام تحوي أفكارا جديدة ومواهب طلابية تفوق التصور ولجنة التحكيم تحوي أشخاصا مميزين في مجال المسرح والتمثيل وكذلك لجنة النقد. ويضيف مفأجاة المهرجان هذا العام وسيكون الجمهور هو الحكم.
بعد العرض استمع طاقم العمل والحضور لنقد مباشر من الناقد المسرحي بدر النبهاني حيث بدأ بالتعريف بكاتب النص وحلل النص تحليلا شاملا ثم ذكر الهفوات التي وقع فيها طاقم العرض وشارك الجمهور الحاضر في طرح آرائهم حول العرض.
والجدير بالذكر أن هذا هو العرض الأول الذي يخرجه الطالب محمود المخرومي الذي أبدى ارتايحه عن ما قدمه طاقمه واستفادته الكبيرة من هذه المشاركة وفي لقاء مع الطالب محمد المحروقي أحد المجاميع البشرية في عرض سوناتا الانتظار يقول عن مشاركته: تعد هذه المشاركة فرصة جميلة لإظهار مواهبي بالتمثيل والحمد لله كانت مشاركتي رائعة بمساعدة طاقم العمل الذي أحببت المشاركة معه لأنه طاقم مميز تحلى بالحب لخشبة المسرح والكفاح للإبداع والتميز. وتقول مخرجة المسرحية انتصار الرقيشية: قد تحقق جهد حلم أسابيع وأيام لإرسال فكرة كانت تدغدغ جنبات فكري حينا من الدهر.
"سوناتا الانتظار" ابتدأتة بنظرة عابرة ثم عزيمة ثم مشاهدة حية تناثرت على أروقة الخشبة سوناتا الانتظار كان حلم وتحقق.