كتب - عبدالرزاق الربيعي
أكد المشاركون في ندوة النهوض بالسينما العمانية على ضرورة نشر الوعي
السينمائي في المجتمع وعمل دورات عملية في كتابة السيناريو والتصوير
والإخراج والمونتاج من أجل النهوض بالواقع السينمائي جاء ذلك خلال إقامة
الندوة التي احتضنها النادي الثقافي أمس وشارك فيها النقاد: إنتشال
التميمي وفجر يعقوب ود.خالد شوكات ود.علي أبو شادي ومال الله البلوشي وجرى
قبل الندوة افتتاح معرض للصور والمطبوعات والأعمال التشكيلية نظمته
الجمعية العمانية للسينما بمشاركة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية
وجمعية الكتاب والأدباء العمانيين وجمعية المسرحيين العمانيين والنادي
الثقافي حيث اطلع ضيوف المهرجان على أنشطة هذه الجمعيات من خلال الصور
المعروضة والمطبوعات والأفلام التي جرى عرضها عبر شاشات تلفزيونية واستعرض
الناقد السينمائي علي أبو شادي حول دور المؤسسات الحكومية في نشر الثقافة
السينمائية ودور الإعلام الحكومي في تقديم جرعات مكثفة من الثقافة
السينمائية عن طريق العديد من البرامج المعنية بالسينما التسجيلية
والروائية المصرية والعالمية مثل " سينما في علب " ، و" سينما الحياة " ،
و" سينما في الظل " ، و" سينما لا تكذب ولا تتجمل" وتحدث الناقد انتشال
التميمي مبرمج في مهرجان الشرق الأوسط/ أبو ظبي حول المهرجانات السينمائية
ودورها في تشجيع الصناعة السينمائية المحلية حيث قال: "أصبحت المهرجانات
السينمائية سواءً منها الدولي أو الإقليمي أو المحلي تلعب أدواراً متصاعدة
في دعم وتحفيز النتاج السينمائي، وسواءا عبر مهمات المهرجانات التقليدية
كمنصة للعروض والتعريف والإشهار أو من خلال أدوارها المتجددة والمتنوعة
والمبتكرة كمكان للقاء المبرمج بين مختلف المختصين والمهنيين، وحلقات
العمل المختلفة إضافة إلى صناديق الدعم التي تتوالد كالفطر.
نستطيع أن نتلمس الفائدة الكبيرة المتوخاة من ذلك عندما نجد أن عدد
المهرجانات أصبح عصياً على العد، حيث زاد المصنف منها في المراجع المتخصصة
الألف مهرجان، غير تلك المتنوعة الأنشطة، وأصبحت تغطي كل بقع المعمورة.
وتحدث الفنان فجر يعقوب حول الفيلم التسجيلي والروائي القصير ودوره في نشر
الثقافة السينمائية وقال: "ربما يقدم تاريخ السينما نفسه معينا لاينضب من
الإشارات حول الدور المهم، والمؤصل، الذي لعبته الأفلام الروائية القصيرة
والتسجيلية في نشر الثقافة السينمائية، فبنظرة متفحصة يمكن القول إنه من
مهاد هذه الأفلام ولدت نظرية السينما، وجميعنا يعرف أن نبع السينما الصافي
ولد من رحم هذه الأفلام قبل أن تتعرف الحركات والتيارات السينمائية في ذرى
تطورها على الأنواع التي شغلت وتشغل ساحة وميادين السينما المختلفة.
وقد يكون بدهيا أن تحتل فكرة وجود منظّرين سينمائيين في تلك الأزمنة التي
ولدت فيها هذه الأفلام هذا الحيز الذي نرمي إليه، لأنه من المؤكد، وهذا
ليس بحاجة إلى براهين أن الأفلام نفسها لاتزال إلى يومنا تعتبر طليعية
وراهنة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فحتى وإن كانت صامتة إلا أنها
تعبر بشكل أو بآخر عن ذائقة جمالية وتعبيرية صرفة.
وتركز حديث الدكتور خالد شوكات الرئيس التنفيذي لمهرجان الفيلم
العربي في روتردام حول "نشر الثقافة السينمائية" حيث رأى أن مسؤولية نشر
الثقافة السينمائية تقع على عاتق عدد كبير من الأطراف، حيث لا يمكن إحالة
القضية على جهة واحدة، مثلما هو دارج في العالم العربي، بتحميل المسؤولية
غالبا للحكومات والأنظمة السياسية، التي لا شك أنها تتحمل قسطا وافرا في
القضية، لكنها لا يمكن أن تكون الطرف الوحيد في تحمل أعباء مشروع مركب
ومتعدد الجذور والاتجاهات.
وقسم الفنان مال الله البلوشي المحطات التي مرت بها السينما في السلطنة
الى تسعة مراحل بدأت بالأفلام التسجيلية القديمة التي تم تصويرها في عمان
من قبل الأجانب وكانت تتناول الحياة العامة وذلك خلال عشرينيات القرن
الماضي وهناك فيلم من إنتاج بداية ستينيات القرن الماضي واعتبر المرحلة
الثانية بدأت مع بداية إنشاء التلفزيون العماني عام 1974م والمرحلة
الثالثة كانت مع توقف التصوير بالكاميرات السينمائية في التلفزيون والتحول
إلى كاميرات الفيديو وغلق معمل تحميض الأفلام السينمائية وكانت المرحلة
الرابعة مع عروض نادي السينما في نادي الصحافة في تسعينيات القرن الماضي.