بقلك - د.يسرية آل جميل
لا شكَ أنه جهلٌ مني ..لا غيري، حينما أدركَ قُصوري أن السينما العُمانية
تُقيمُ هذه الأيام مهرجانها السادس.. ومما أشعرني بالخجلِ أكثر.. أنْ
حدثَني أحدهم مُستفسراً: ألديكُم في السلطنة جمعية للسينما؟ فاستشرتُ
"جُوجل" .. وسألته عن: جمعية العمانيين السينمائية؟
فأفادني .. بالجمعية العُمانية للسينما mani Film Society ، فدفعني فضولي
إلى الإبحار في موقع الجمعية؛ لأخذِ فكرة عامة عن أنشطتها وفعالياتها
الفنية أو الأدبية المتعلقة بالفَنْ ..فكانت أبرز المعلومات التي تهمني :-
سنة التأسيس ..وهي 2002م .
- أبرز الأهداف: التعريف بالسينمائيين العُمانيين ونشرِ إنتاجهم في
المحافل الخليجية والعربية والعالمية!!- الأنشطة.. مابينَ دوراتٍ
تدريبية.. إلى اجتماعٍ لأعضاء الجمعية.. إلى.. استضافة فنانين.. في
مهرجاناتٍ محلية ..وصلت بحِسبة الأرقام إلى المهرجان رقم (6).
هذه نُقطة جَهلي التي وقعتُ فيها – دونَ قصد - ..ولا أرى حرجاً في
التصريحِ بها، بلْ ألومُ نفسي على هذا التقصير ..لكني ..في نفسِ الوقت "
أحشُر " معي في نفس زاويةِ اللوم غيري .. ممن قد تكون لهم يدٌ في تضخيمِ
هذا الجَهل – بقَصد ..غير مقصود - .تُحدثني عن مهرجان السينما العماني
السادس:
فأنتَ إذا مُنتسبٌ إلى وزارة الإعلام.. الجهة المسؤولة – أولاً وأخيراً –
بوسائلها المُتاحة "تلفزيونياً، وسينمائيا، ومطبوعاتياً، وإذاعياً،
ومحلياً، وفضائياً... إلخ عن توعية المُتلقي بكُل ما حوله، كونها
المُؤثِّر القوي على منطقة الوعي في العَقل العربي.. وأخصُّ العُماني..
فأينَ الإعلام من السينما؟!التعريف بالجمعية وأنشطتها.. وبرامجها..
يحقُ لي كمُشاهِد عُماني.. من بين المنابر الإعلامية ذات الهويات
المُتعددة، التي تبثُ نفسها في بيوتنا – بضغطةِ زِر - ، والتي تتعارَك
ذبذبات بثها في الهواء لتُعرِّفك بالدولة الفُلانية.. ومعالمها..
وحضاراتها.. وآثارها.. وأخبارها... إلخ، حتى كِدنا نعلمُ عن الدُول أكثر
مما نعرفه عن أخبارنا المحلية..
يحقُ لي وقد أصبحنا نملكُ بدل القناةِ .. ثلاثا..عوضاً عن شغلِ أوقاتِ
فراغِ بثها ببرامجٍ أكلَ الدهر عليها وشرب .. إلى أن أصيبَ بالتُخمة!!..
ببرامجٍ هادفة.. إعلامية راقية ذات قيمة..فيها شيءٌ جديد..مُفيد.. يُثري
دفترا تاريخيا بمُنجَزاتِ بِلادي.. صغيرها والكَبير..
هذه برامجٌ يُصرف عليها.. وتلكَ كذلك.. وشتَّان بينَ الإنفاق على ما يُثمر
رُطباً جنيا.. وبينَ ما يُؤتى به من خِزانةِ الإرشيف ويُعرض على شاشاتنا
الثلاث في قوالبٍ ملَّ منها المُشاهِد.. الذي يبحثُ دائماً عن الجَديد..لا
يجبُ أن يخفى على إعلامنا العربي عامة.. أن المُشاهد في القرن الحادي
والعشرين.. ليسَ هُو ذاته مُشاهِد القُرون السابقة..
لُغة الخِطاب.. مُحتوى الرسالة.. البرامج .. الخريطة الإعلامية بكامل
موادها يجبُ أن تتغيَّر.. وأن تعتمرَ عباءةً جديدةً تكون عاملَ جذب
للمُشاهِد وليسَ العكس أبدا.
كما أسوقُ الجمعية العمانية للسينما إلى نفسِ زاويةِ العَتَب .. وكُل
الجمعيات العمانية التي تمَّ إشهارها بصفةٍ رسمية ..أسألَهُم :أينَ أنتُم
؟! ..وكفى ...
افرضوا أنفسكُم .. ابرزوها.. أشعِرونا بوجودِكمْ .. بدوركِم في المُجتمع..
لا تنتظروا أن يأتيكُم الإعلام .. بصحفيٍ وعَدسة كاميرا.. لالتقاطِ
مجموعةِ صور لمقرِ الجمعية .. الحق بخبرٍ مُتواضِع في رُكنٍ ما في جريدةٍ
ما..إن دور الجمعيات – على اختلافِ مناشطها وأهداف نشأتها – لا تقتصر على
منح الأعضاء بطاقة انتسابٍ نظيرَ (20 أو 15 ) ريالاً فقط.. نحنُ ننتظر
منكم الكثـــــــــير..أقَّله أن نشعُر بوجودكم..الجمعية العمانية للسينما:
إنكم تستهدفون – كما أسلفت - التعريف بالسينمائيين العُمانيين- في الوقت
الذي أرى فيه أن تعريفَهم جاءَ من الخَارِج..فخرية خميس.. المرأة الجميلة
التي (أمووووووووت) على تمثيلها في مُسلسل الحيَّالة.. بذلكَ الدَور الذي
لن ينساه تاريخ التلفزيون الخليجي..
إبراهِيم الزدجالي.. الذي أصبح (مع الاعتذار لحِرمه المَصون) و(صديقتي)
قبل أي شيء.. فارس أحلام الفتاة الخليجية..بل والعربية.. شكلاً..
ومضموناً.. وأدواراً.. تمثيلاً.. وتمثُّلاً..
طُيورسينمائية مُهاجرة.. في اعتقادي أنها تقطُنُ عُشاً مُؤقتاً الآن.. لأن
العُش الذي كانت فيه.. بحاجة إلى ترميم.. وتجديد دِماء.فإن جَرتْ الدماء..
عادوا..
وإن لم تجر.. فسنخسرُ قاماتٍ فنية جميلة.. وطنُها أولى بها من
غيره..!!يجيء مهرجان السينما العماني السادس.. مُستقطباً كِبار النجوم..
أفلاما.. تقارير.. استعراضا .. لجان تحكيم.. ليُعقَد بفُندق قصرِ البستان
– على حدِ عِلمي – في الوقت الذي حضرتُ فيه مهرجاناتٍ سينمائية عالمية رأى
المُنظِّمون أن انعقادها يجب ألا يكون إلا بين أسوارِ السينما..أين دُور
العرض السينمائي في السلطنة؟!
على أصابعِ اليدِ الواحدة أكادُ أحصيها.. لا أكثر..لماذا لا يحتضن كُل
فندق سياحي في السلطنة – أقله فنادق الخمس نجوم – دار سينما..؟لماذا لا
يتبنى رجلُ أعمال هذه الفِكرة.. ومن هذا المنبر.. أضمن له عائداً مادياً
مُغرياً..؟!
إن مهرجان السينما العُماني السادس.. حدثٌ راق برُقي الفَن عامةً.. أبصمُ
لكُم " بالعَشرة " أن مسقط قادرة على استضافته، وتسيير مُجرياته بمستوى "
10 " نجوم..بلْ وأكثر..
كما أؤكد.. أن الجميع سيخرجُ من هذه الاحتفالية راضٍيا .. عن مُستوى
الاحتفاء الذي قُوبل به.. والأوسمة والشهادات التي سيُغادِر – بحفظ الله –
وقد حزمها في حقائبة.. إلى جانبٍ صحنٍ من الحَلوى العُمانية.. التي أصبحت
تأشيرة الخُروج الواجبة على كُل جوازِ سفر وقتَ المُغادرة..
نحنُ قادرون على التنَظيم.. ونيل استحسان الجميع.. ولا خلاف في ذلك.. بشهادة الجميع..
متى نمتلك القُدرة على صناعة سينما عُمانية؟! نحضرُ بها مهرجاناتٍ محلية
أو خليجية أو عربية..عالمية.. بصفة تنافسية.. لا مُجرد..مُنظِّم حَفل يصفق
له الجمهور.. وهم يُرددون: "شاطِر ..شاطِر"؟!
