حوار : ياسر الموافي
ما زال مهرجان مسقط السينمائي يزخر بمفاجآته ووجوه ضيوفه الذين حرص على
احتضانهم في هذه المناسبة الرائعة وعن العمل السينمائي والفنان كان لنا
حديث خاص مع الدكتور شوقي محمد علي أستاذ تصوير بالمعهد العالي للسينما
بالقاهرة وعميد سابق للمعهد و رئيس لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والقصيرة
للمهرجان وهذا نص الحوار :
ما جدوى تنظيم المهرجانات السينمائية على النشاط الفني لدول الخليج مع محدودية انتاجها السينمائي ؟
للمهرجانات فائدتها وحيويتها العظيمة كونها فرصة لتعارف البلاد على بعضها
البعض من خلال ما يحدث بها من اختلاط ثقافي وفكري وفني مابين الخبرة
والموهبة والقديم والحديث ووجهة النظر والرؤيا والعمل وأجد بأن الأمر في
غاية الأهمية وله فوائده الواضحة في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية
والفنية وغيرها .
** دار عرض
اقتراحاتك لتنشيط الساحة الفنية الخليجية ؟
لا أحد ينكر بأن البداية مبشرة مع تنوع انتاجيات السينما الخليجية مثل
فيلم " البوم " الخاص بالسلطنة كأول فيلم سينمائي عماني بالإضافة لبعض ما
أطلت به دول الخليج من تجارب منفردة كالتي قدمت من المملكة العربية
السعودية و دبي فالواضح بأن المنطقة مقبلة على فترة انتعاش فني خليجي عما
قريب والوضع مختلف اليوم عنه قبل عدة سنوات مثلا من حيث عدم وجود أية
أعمال سينمائية خليجية ناهيك عن عدم وجود دور عرض سينمائي من الأساس وأجد
بأن ما تشهده الساحة الآن من حراك سيكون له أثره على كل المشتغلين بالساحة
الفنية الدرامية والسينمائية والمسرحية على حد سواء و كثرة المهرجانات
والاختلاط من شأنه أن يزيد من مساحة الرؤى بجانب الانفتاح الفني في كل
ماله علاقة بالعمل الإبداعي ككل .
** مسؤولية
هل من الممكن صناعة سينما بلا جمهور سينمائي ؟
لا يمكنك إيجاد جمهور مثقف سينمائيا هكذا مابين يوم وليلة وهذه هي مسؤولية
المشتغلين بالمجال الفني ولابد أن نسأل أنفسنا عن إمكانية تثقيفه أولا
وسبل تحقيق هذا الأمر وهو لايملك دور عرض مثلا وفي بعض البلاد يشاهد
جمهورها بعض الأشياء المفروضة عليه من خلال التلفزيون مثلا ومنها يبدأ
بعملية تثقيف نفسه من خلال كم مخزونه من الأعمال وفي النهاية فأنت المسؤول
عن تثقيفه وتوعيته بما تلقنه له من فنون وخلافه ومع الوقت يبدأ بتشكيل
رؤيته التي تبدأ أنت الآخر بالتعامل معها ولذا فستجد بأن الأمر عبارة عن
حلقة واسعة من المؤثرات و النتائج والخبرات المترابطة .
** تجربة واحدة
قولك عن الهجوم الموجه نحو التجربة السينمائية الواحدة ؟
تختلف ظروف النقد أو الهجوم من حالة لأخرى و عمل عن غيره بكل تأكيد فلا
يمكننا تعميم مثل هذه الاتجاهات بأي حال من الأحوال ولكن إن كان العمل
يعالج القضايا الاجتماعية الموجودة أو يطرحها على أقل تقدير فسينجح في
إيجاد علاقة ربط ناجحة مابين العمل والمتلقي لتلمسه صفة الخصوصية الواقعية
المعاشة في مجتمعه وهذا طبيعي لكن إن ابتعدت في عملك عما حولك من ظروف
فبكل تأكيد لن يستوعبه أحد وستواجه بالهجوم والفشل لإخفاقها في توجهها
بشكل عام لذا فلا يمكننا النظر للهجوم على أساس التجربة الواحدة وإن كان
للعمل رؤى جيدة ومستنيرة فلن يكون الهجوم من نصيبه بكل تأكيد ولاننسى بأن
البعض يهاجم لمجرد الهجوم .
** حدود و إمكانيات
ماذا تقول عن صناعة الفنان ؟
الموهبة هي الأساس ويأتي دورنا كمعهد عال للسينما مثلا في صقل مواهب
طلبتنا والذين يتم اختيارهم منذ البداية على أساس موهبتهم ومن ثم ندخل في
عملية صقل هذه المواهب وتنميتها في النواحي العلمية والاجتماعية والثقافية
وبعدها يأتي دور المجهود الشخصي و العمل على النفس مع الجهد والمثابرة
وهذه تجدها معتمدة على الشخص نفسه وطموحه ونظرته لنفسه وحدود إمكانياته .
** مجموع كلي
ما أهم العناصر التي تعتمد عليها في تقييم العمل السينمائي ؟
العمل السينمائي عمل جماعي مشترك تمتزج فيه جميع الفروع و التخصصات الفنية
وحين تبدأ بعملية التقييم فأنت مطالب بتقييم العمل ككل وهناك أنواع من
التقييم التي تتجه لتقييم كل جزئية على حدة وتنقسم وفق اللجان و تصنيفها
لنصل لأفضل إخراج وتمثيل وديكور وقصة وتصوير وصوت ومونتاج ومؤثرات
والمجموع الكلي يحكم على العمل على هذا الأساس . ** رأي شخصي
ما الفرق بين عين الناقد والمشاهد العادي ؟
الناقد ينظر لكافة خطوط الفيلم المختلفة ليصل معه لرؤية واضحة للعمل ككل
أما المتلقي فنظرته تختلف بكل تأكيد فهناك من يدخل للعرض لمشاهدة نجمه
المفضل وهناك من يدخل للبحث عن الترفيه في العمل من خلال الأغاني الموجودة
فيه وتجد من يبحث عن الأكشن والعنف والإثارة مثلا ومن يبحث عن الكوميديا
لذا فنظرة وإعجاب المتلقي تندرج تحت بند الرأي الشخصي للمتلقي .
توقعاتك للسينما الخليجية ومرحلتها القادمة ؟
الاهتمام واضح كما ذكرنا من خلال النشاط الفني الملحوظ في حركة المهرجانات
الفنية المختلفة مما سيكون له أثره على مستوى العمل الفني الدرامي
والسينمائي القادم إن شاء الله .