رام الله - القدس المحتلة - :
التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقر
الرئاسة بمدينة رام الله بالضفة الغربية أمس في إطار جولة يقوم فيها لدعم
مساعي استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وذكرت مصادر فلسطينية رسمية أنه كان على جدول أعمال اللقاء القرار
الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال
القدس الذي جاء بعد إعلان بناء 122 وحدة جديدة في مستوطنة بيتار عيليت شرق
القدس. وأضافت المصادر أن عباس سيبحث مع بايدن الموقف الدولي المطلوب إزاء
استمرار حملات الاستيطان الإسرائيلي والموقف العربي في ضوء ذلك عقب قرار
لجنة المتابعة العربية الموافقة على المقترحات الأمريكية لإجراء مفاوضات
غير مباشرة.
وكان عباس حذر خلال لقائه بالمبعوث الأمريكي جورج ميتشل في رام الله من أن
الخطوات الإسرائيلية التصعيدية تضع علامات استفهام كبيرة على الجهود
المبذولة لإحياء عملية السلام. وأدان بايدن بشدة قرار إسرائيل إقامة 1600
وحدة سكنية جديدة في مدينة القدس. وقال بايدن في بيان صحفي «إن تزامن
القرار مع إطلاق المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين يمس
بالثقة المطلوبة حاليا ويتناقض والمباحثات البناءة التي جرت بيني وبين
المسؤولين الإسرائيليين».
ومن ناحية أخرى قالت مصادر فلسطينية إن وزراء خارجية عرب أجروا الليلة قبل
الماضية اتصالات عاجلة مع مسؤولين أمريكيين بشأن القرار الإسرائيلي بإقامة
1600 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس.
ونقلت صحيفة «الأيام» المحلية الصادرة في رام الله أمس عن المصادر القول
إنه تم في هذه الاتصالات إبلاغ المبعوث الأمريكي جورج ميتشل أن قرار لجنة
المتابعة العربية الخاص بالموافقة على المفاوضات غير المباشرة لم يعد
قائماً على ضوء القرار الإسرائيلي.
ووافقت لجنة المتابعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل أيام على
مقترحات أمريكية لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل في مسعى لاستئناف
مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين منذ 15 شهراً. وكان عباس طالب أعضاء
لجنة متابعة مبادرة السلام العربية باتخاذ مواقف وخطوات تتناسب مع قرار
الحكومة الإسرائيلية بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس بعد قرارها قبل
يومين بناء 112 وحدة استيطانية في الضفة الغربية. وفي نفس السياق أثار
قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية انتقادت
داخل إسرائيل أمس. ووفقا للإذاعة الإسرائيلية فقد استنكر مكتب وزير الدفاع
إيهود باراك الإعلان باعتباره جاء في توقيت يضر بالمفاوضات مع
الفلسطينيين.
كما اعتبر أنه يؤثر على الثقة المتبادلة التي عملت وتعمل لأجلها إسرائيل منذ شهور عديدة .
وأعرب الوزير يتسحاق هرتسوج من حزب العمل ، الذي يترأسه باراك ، عن سخطه
من القرار ، وقال :»الحديث يدور عن خطأ جسيم وسوء إدارة بيروقراطية حكومية
كان من الواجب ألا تحدث أصلا بأي حال من الأحوال». ومن جانبها أدانت
الأردن قرار إسرائيل «الاستفزازي» أمس الأول مؤكدا أنه يعرقل جهود السلام
في الشرق الأوسط. وعبر نبيل الشريف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال
الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية في تصريحات نشرت أمس ، عن «رفض
الأردن لهذا القرار الاستفزازي».
وأكد أن «من شأن هذه الإجراءات أن تعرقل الجهود الأمريكية الرامية لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين».