جيورجى بادريديز
قد كنت محبطا جدا وأنا أقرأ مقالة جورج هويت في صحيفة الجارديان
البريطانية عن جهود جورجيا لإصلاح الأمور مع الأراضي المحتلة في أقليمي
أبخازيا وأوسيتا الجنوبية. لقد كان أمرا غير عادي أن لا يذكر هويت روسيا
في مقالته تلك. وهي الدولة التي لها آلاف القوات المتموقعة في كلا
الإقليمين. وهي الدولة التي تجبر من بقي من السكان في الإقليمين على
التجنس بالجنسية الروسية. وهي الدولة التي لفظت بشكل ممنهج أكثر من 350
ألف جورجي، وهم العرقية الأكبر في أبخازيا، بجوار قوميات أخرى من
الإقليمين، في حملة تطهير عرقي شرسة.
ولو سمعنا لآراء هؤلاء الذين ظلوا في الإقليمين، وهم أقلية ضئيلة،
لوجدنا أنهم يؤيدون حملة التطهير العرقي تلك. لكن ماذا عن رأي الأشخاص
المهجرين العالقين الآن في المعسكرات في جورجيا؟ هذا يذكرني بما حدث في
الثلاثينيات عندما احتلت المانيا تشيكوسلوفاكيا وقسمتها أجزاء وقامت
بعمليات التطهير العرقي.
وجميعنا يعرف الحل- نعرف أننا يجب أن نعيش جميعا معا في سلام.
والتحدي يكمن في تحقيق ذلك. فالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي مصر على
الفوز بتعاطف واقتناع كل الموجودين في القطاعين، لكنه بنفس القدر، يصر على
السماح لمن تمت عليهم عمليات التطهير العرقي أن يعودوا الى منازلهم.
لقد مدت جورجيا غصن الزيتون. وأتمنى بالفعل أن تُقبل يدها الممدوة
بغصن الزيتون، لكنه تفكير المتمني لو اعتقدنا أن مثل هذا القرار من الممكن
أن يتم في أوسيتا الجنوبية أو في أبخازيا. هو الكرملين الذي عليه أن ينهي
المسألة في كلا الإقليمين، وأن يقتنع أن هذا لا هو سذاجة منه ولا تضليل
له.
وبالنسبة لمحاولة هويت أن يستدعي للذاكرة ستالين ويصوره ، من خلال
مقالته، كقومي جورجي، أعتقد أن هذا الاستدعاء على طرف نقيض من الدليل
والبرهان التاريخيين. فلقد اثبتت الدراسات الحديثة أن سياسات ستالين
الشوفينية جعلته واحدا من أشهر قادة روسيا على الاطلاق.
وأنا واثق من أن هويت يتمنى كل ما هو طيب لأقربائه في أوسيتا
الجنوبية وفي أبخازيا. لكن الأمر المحزن هو أنه، وفي نشوته بخصوص استقلال
في الخيال فقط تحققه أبخازيا وأوسيتا الجنوبية، رفض أن يرى أن تلك الأراضي
في الإقليمين والتي يتم تفريغها من السكان، هي جزء من شمال القوقاز، منطقة
الحرب الروسية التي بلا قانون، حيث مشكلات البحث عن عمل والفساد المستشري
وغياب حقوق الإنسان الرئيسية هي مشكلات هائلة الحجم، حتى بالمقاييس
والمعايير الروسية.