كتب : عبدالرزاق الربيعي
رغم صلابة شخصيتها في أدوارها التي أدتها على المسرح والتلفزيون والسينما
الا ان الفنانة السورية الكبيرة منى واصف تمتلك روحا مرحة ومشاكسة تزرع
الفرح والضحك في المكان الذي تكون فيه هكذا بدت لي هذه الفنانة التي شاركت
بأكثر من 25 مسرحية ولعبت العديد من الأدوار السينمائية لعل أشهرها دورها
في فيلم ( الرسالة ) للراحل مصطفى العقاد وقد حصلت على العديد من الأوسمة
والجوائز وتشغل حاليا منصب سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الطيبة في سوريا
وهي فاعلة في الحياة الفنية والثقافية العربية حيث ترأست وساهمت في عضوية
العديد من اللجان الفنية والمهرجانات ومنها مهرجان مسقط السينمائي الدولي
حيث حلت ضيفة على المهرجان بدورته الثانية وخلال وجودها في المهرجان الذي
تعتبره محطة سينمائية خليجية مهمة للمنطقة كنت أراها غالبا مع المخرج
الراحل مصطفى العقاد الذي ظلت ممتنة له لأنه منحها فرصة لتطل من خلالها
على العالمية حيث سألتها عن ذلك فقالت "عندما اختارني مصطفى العقاد لأداء
دور هند في فيلم ( الرسالة ) عام 1974 لم اكن قد غادرت بلدي سوريا سوى
مرتين ، مرة للقاهرة وأخرى لألمانيا لأخذ دورة في التمثيل ولهذا شكل
الفيلم منعطفا مهما في تجربتي لأنه منحني شهرة عالمية وهل كانت تربطك
علاقة بالعقاد قبل فيلم الرسالة؟
سألتها فأجابت "لم يكن المرحوم العقاد يعرفني فقد غادر سوريا مبكرا ولم
اكن مشهورة في سوريا لقد سمع عني من خلال عبدالله غيث وعبدالرحمن الشرقاوي
اللذين شاهداني على المسرح وكان العقاد حينها يبحث عمن تؤدي شخصية ( هند
بنت عتبة ) فاختارني بعد ذلك " وحققت نجاحا كبيرا في أدائها للشخصية حتى
أن النقاد السينمائيين قارنوا أداءها لشخصية هند بأداء النجمة العالمية
ايرين باباس التي أدت الشخصية نفسها في النسخة الإنجليزية وبعضهم رأى إنها
تفوقت عليها وحين سألتها عن ذلك قالت " لااحب هذه المقارنات واذا ماتفوقت
على ايرين باباس فلااحب ان يقال انني تفوقت عليها لأنني عربية ومسلمة
خصوصا ان هندا لم تكن قد اسلمت طوال أدائي لشخصيتها لقد نجحت لأنني فهمت
الدور ونقلت احساسي , يجب ان نضع المنافس في المكان الصحيح "
ولم تخف إعجابها بإيرين باباس كإنسانة وكفنانة حيث تقول" كانت مثقفة جدا
ومناضلة وسياسية وناشطة وفنانة على مستوى عال من العطاء وانسانة رائعة وقد
التقيت بها قبل سنوات عندما كرمنا معا في احد المهرجانات وقبل لقائنا في
(الرسالة) كنت معجبة جدا بها لذا خفت في البداية من المقارنة لكن تبدد
خوفي بمجرد وقوفي امام الكاميرا"
ولم يكن فيلم الرسالة محطتها الأولى فقبل ذلك اشتركت بأفلام للقطاع الخاص
بعضها كان بالاشتراك مع الفنانين المصريين في السنوات الممتدة من 66-1969
لكنها لم تظهر طاقاتها وحين سألتها إن كان قد ساورها الندم حول تلك
المرحلة نفت ذلك وقالت "لم اندم على عمل اشتركت به ابدا ولااحرق افلامي
لأنها جزء من تاريخي "
ومع ذلك فبعد فيلم "الرسالة" اشتركت في أفلام سينمائية واصلت من خلالها
تألقها كرباعية حنا مينة وهي : الياطر وبقايا صور والشمس في يوم غائم وآه
يابحر المأخوذ من رواية ( الدقل ) واشتركت في أفلام حول القضية الفلسطينية
كفيلم ( الأحمر والأبيض والأسود ) و( الأبطال يولدون مرتين ) و( شيء ما
يحترق ) و( الاتجاه المعاكس )
وكانت لها أكثر من إطلالة تلفزيونية في مسلسلات ظلت في ذاكرتنا كمسلسل
(دليلة والزئبق ) الذي أنتج عام 1976وأدت به دور دليلة امرأة مملوكة تطمح
بالسلطة فكانت تتخفى بعدة اشكال : رجل عجوز وأدته ببراعة الى جانب الفنان
حسن أبو شعيرة وكذلك مسلسل "الخنساء" مع الفنان المغربي محمد حسن الجندي
الذي أدى دور صخر .ولاتزال تواصل عطاءها في التلفزيون والسينما .