القاهرة - عبد العال سليمان
أجمع الخبراء المصرفيين على ازدهار البنوك الإسلامية خلال فترة الأزمة
المالية العالمية، بسبب ابتعادها عن العمل في المشتقات المالية، وحرصها
على العمل في الاقتصاد الحقيقي، ولكن عوامل عدة حالياً جعلتها تشهد
تراجعاً كبيراً، نظراً لما حدث في دول الخليج من أزمات، بدءاً من السعودية
والصكوك الإسلامية نهاية بأزمة دبي وغيرها، لذا هل يعتبر الازدهار للبنوك
الإسلامية ازدهاراً مؤقتاً؟ وهل كانت هذه البنوك تتميز بسمات معينة فقدتها
حالياً؟
الخبير المصرفي شريف دلاور، أكد أن فترة ازدهار البنوك الإسلامية خلال
الأزمة المالية العالمية كانت مؤقتة، مرجعاً أسباب ذلك إلى عدم تأثر
البنوك بالأزمة، مما أكسبها ثقة كبيرة من قبل العملاء بسبب عدم تعاملها
فيما يعرف بالمشتقات المالية والتي حمتها من حدوث أي اهتزاز، بل اتجهت إلى
الاستثمارات الكبيرة، مما أدى إلى ازدهارها، ولكن بعد حدوث الأزمات
المتتالية في الفترة الأخيرة لدول الخليج العربية، بداية بما حدث للصكوك
الإسلامية في السعودية، ثم جاءت بعدها أزمة دبي و"التي بلغت ديونها لمصر
3,5 مليار دولار تم تسديدها منذ فترة وتبقى مبلغ بليون جنيه يستحق سداده
مايو المقبل"، كل هذه الأحداث أدت إلى تراجع كبير للبنوك الإسلامية.
وأضاف دلاور: بالرغم من التراجع الكبير الذي تشهده البنوك الإسلامية في
الفترة الحالية، إلا أنه غير مؤثر على السوق المصرفية، نظراً لما تتميز به
هذه الفترة من ارتفاع في أسعار البترول، خاصة لدول الخليج العربية
المهيمنة على أسواق المساندة والإيداعات في الصرافة الإسلامية، متوقعاً
مرور الأزمة بالفترة القادمة، حيث إن الوضع سيصبح أكثر استقراراً. وأشار
الخبير المصرفي إلى أن تأثر البنوك الإسلامية بالأزمات الأخيرة أكبر من
تأثر البنوك التقليدية بالأزمة العالمية، نظراً لأن دور البنوك العادية في
مصر تقليدي يخضع لرقابة محكمة من البنك المركزي، بالإضافة لعملها في اتجاه
محافظ للإقراض والسندات الحكومية وضمان الدولة للإيداعات في هذه البنوك،
بينما البنوك الإسلامية تأثرت بشكل كبير بالأزمات الخليجية، نظراً لأن دول
الخليج دول قوية تعد من الدول الأساسية في تأسيس الصرافة الإسلامية.
ومن جانبه، أوضح الخبير المصرفي أحمد قورة رئيس البنك الوطني المصري
سابقاً، أنه بالرغم من تأثر مصر بشكل طفيف بالأزمة المالية العالمية، فإن
البنوك الإسلامية تأثرت بنفس تأثر البنوك التقليدية، معتبراً أن البنوك
الإسلامية لم تشهد تراجعاً حاليا، لكونها لم تشهد ازدهاراً من الأساس في
فترة من الفترات.
ولفت إلى أنه إذا كان هناك نوع من الركود في القطاع المصرفي، فهذا يرجع
للمناخ الاقتصادي الداخلي والإحجام عن الدخول في الاستثمارات والمشروعات،
لذا قد نجد نسبة من الجمود في البنوك بشكل عام والتي يقتصر أغلب عملها
حالياً على إقراض الحكومة وأذون الخزانة.
وأضاف قورة، أن أزمات الخليج في الفترة الأخيرة لم تستمر طويلاً وكانت غير
مؤثرة على القطاع المصرفي بشكل كبير، مؤكداً أن المنافسة بين البنوك
التقليدية والإسلامية ليست قوية، نظراً لقلة عدد البنوك الإسلامية في مصر
فهي لا تتعدى الثلاثة بنوك، ولكن إقبال العملاء عليها لا يعني نجاحها
مقارنة بالبنوك التقليدية، لأن ذلك يرجع إلى طبيعة العميل نفسه وطبيعة
الدولة أيضاً فمثلاً نجد أن هناك بعضاً من دول الخليج تتجه إلى تحويل
القطاع المصرفي بأكمله إلى صرافة إسلامية، لكن هذا الاتجاه غير متوافر
لدينا، فالبنوك الإسلامية لا تلقى عندنا تشجيعا من قبل الدولة.
