بيروت : محاسن عرفة
---------------------
مازالت صدمة النكسة الاقتصادية العالمية تخيم على الأجواء، وتدفع المحللين
إلى رصد ما حدث في محاولة لتتبع الأسباب التي أدت لحدوث هذه الهزة المالية
الكبرى في الأسواق، فالهدف من أي تحليل هو التوصل لنوعية الأسباب كي يتم
تجنبها فيما بعد.
من هنا جاء تحليل الخبير الاقتصادي اللبناني إيلي يشوعي الذي أكد أن
الأزمة المالية نشأت لأن اللاعبـين لم يحتــرموا قواعد اللعبة، وجمحوا
لجمع الثروة، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت تجاوزات
مالية كبرى.وفي ندوة بعنوان "الأزمة المالية وانعكاساتها على الوضع المحلي
والإقليمي في المجلس النسائي اللبناني" قال يشوعي: إن الولايات المتحدة
الأمريكية بدأت بانهيار أسواق العقارات كون المصارف لم تراع درجة ملاءة
المقترض، وقدرته على سداد القروض، وفرضت عليه فوائد متحركة وغير ثابتة، ثم
حولت المصارف، القروض إلى سندات، وتم رهنها لشراء المزيد من السندات وحصلت
المضاربات، وهذا أدى الى انهيار السوق المالية".
وأضاف: إن تطور الأزمة المالية يعود إلى أسباب ثلاثة: توقف الرقابة على
المصارف من قبل الدول، وغياب الشفافية وحسن المخاطر، متوقعا زيادة في
النمو الاقتصادي العالمي في العام 2010 تصل الى 2 في المئة، وفي الدول
المتقدمة 5 في المئة، وبقية الدول 3 في المائة.
وتحدث عن انعكاس الأزمة المالية على الدول العربية، ولخصها بـ "هبوط
النشاط الاقتصادي الذي أنهى مرحلة طويلة من النمو السريع، خسارة الدول
العربية 10 تريليون دولار بسبب انخفاض أسعار النفط، وأسعار الأسهم،
وانخفاض قيمة المحافظ المالية، زيادة عدد الباحثين عن العمل بنحو 3,5
مليون.
ثم تحدث يشوعي عن انعكاس الأزمة المالية على لبنان، لافتا إلى أنها كانت
محدودة بسبب بدائية السوق المــالي في لبنـان - والســرية المصــرفية
الجاذبة للتحويلات الخارجية• - وسوق العقار الجاذب للاستثمار بسبب سحر
الطبــيعة وتنوع المناخ في لبنان• - و عدم دخول لبنان الرسمي والخاص
مشاريع تتخطى قدرة الاقتصاد على الاستيعاب•
-------------------