بقلم - محمد بن سيف الرحبي
معذرة يا جرير، سأغيّر الكلمة الواقعة بين علامتي التنصيص، فبينهن
جعلتها عنهن، أولئك (الساكنات) قلوبنا، أيّا كانت علاقة النسب ومهما بلغت
نسب العلاقة معهن، نحن المحسوبون على الجنس الخشن (وإن رقّقه البعض) وهنّ
اللاتي يقال بأنهن جنس لطيف (وإن تخشنّ).
التقيت بمفكرين (من أصحاب الأسماء الأكاديمية الرنانة عربيا) وبعد أن
خاضوا في أحاديث البحوث والسرقات الحاصلة مع طلبة الدراسات العليا،
وأجمعوا على أن النسبة الأكبر بين لصوص البحوث الذين يسرقون جهد غيرهم
للحصول على رسالة ماجستير أو دكتوراه.. أو ترقية جامعية هم .. طلبة
الشريعة!!
بعد ذلك الحديث (الغريب) عرّجوا على حديث لذيذ فقال أحدهم (ولست أنا) نقلا
عن آخر.. وربما عن آخر وآخر: الزواج الأول احتكار، ستقيّد نفسك مع امرأة
واحدة بصك ملكية وستمضي سنين حياتك لإعالتها وأبنائها وويل لك إن فكرت في
التطلع لامرأة أخرى.. ولو بالحلال.
أما الزواج الثاني فهو استقطاب، ستمضي حياتك بين قطبين يشدك كل منهما
إليه، وكلما اقتربت من واحد جذبك الآخر بشدّة. أما السعادة فستبدأ بعد
الزواج الثالث، ولن يجد متعته إلا من جرّب.
والزوجة الرابعة هي الدخول إلى جنة حقيقية من الحياة السعيدة، فلا احتكار،
ولا استقطاب، إنما رجولة حقيقية مستحقة (لأنه رجل) وهذا ما تقوم به قبيلة
نيجيرية حيث يتزوج المرء من أربع نساء، كل واحدة منهن في بيت، والأجمل أنه
في بيت لوحده، من يكون دورها ذلك اليوم فعليها أن تجهز الطعام لصاحب الحظ
السعيد وتحمله إلى بيته ليمضي أوقاتا (بالهناء والشفاء) مع الزوجة والطعام
الذي من المؤكد أنه مصنوع بنكهة الغيرة التي تريد أن تكون الأفضل في كل
شيء.. أما دور النساء الثلاث (في إجازتهن) رعاية أبناء الزوجة صاحبة
(المجد) في ذلك اليوم.
سمع أحد المتزوجين لثلاث نساء فقال كيف أقابل ربي وأنا لم أطبّق الأمر
بالزواج من أربع، وقد فهم الرجل الآية بأنها أمر وليست اختيارا (فانكحوا
ما طاب لكم من النساء.. إلى آخر الآية الكريمة).. فأجبته أنت يا رجل تقول
ما تقول وقد بقيت لك واحدة، فكيف به من تزوج بواحدة؟!
أغلب هذا الجيل اقتنع بالاحتكار، إما لأسباب (عاطفية) أو لضيق ذات اليد،
مع أن شباب عديدين فعلوها وخرجوا حتى من بند الاستقطاب ونعموا بالثلاث
والأربع، ولا نملك إلا الدعاء أن يزيدهم الله صحة وعافية، وحسب التعبيرات
العربية (نشدّ على أيديهم) فقد أثبتوا شجاعة عجز عنها كثيرون.. والعبد
الفقير لله كاتب هذا التشاؤل أولهم.. وليس آخرهم!
اسأل صاحب كل (قلب شجاع) عن معنى الحب الزوجي لديه، وكيف يمكن للمرء أن
يكون صاحب (حبّين) أو (ثلاثة حبوب) إن صحّ الجمع والسؤال الأكبر كيف
استطاع اتخاذ هذه الخطوة ومواجهة الزوجة الأولى بهذا المشروع (الزواجي).
تتفاوت وجهات النظر، وتمضي قافلة الحياة وليحدث ما يحدث، يعيش المرء عمره
مرة واحدة، وإما أن يأخذ مسارا واحدا أو يتعدد على أطياف (زواج) متعددة،
كأي مستكشف لا تعوزه الجرأة وهو يضع في غرف قلبه الأربع نساء أربع يملأن
عليه كامل الغرف (العاطفية) فلا يبقى لمتزيّد شيئا، مع أنهم في بلدان
افريقية يأخذون النساء بالجملة: مثنى وثلاث ورباع ليطبقوا مع قاله أحد
أصحاب فتاوى الفضائيات أن الأمر يتعدى الأربع بمراحل، فقط فهموا الآية
القرآنية كما رآها ذلك (الشيخ) وستقفون على أبواب الجوامع (طلبا للصدقة من
أجل مصاريف الزوجات والأولاد) ولن أذكر الصيدليات أبدا.