بقلم - محمد بن سيف الرحبي
تكبر همّتي كلما زاد رصيدي من رسائل قراء تشاؤلاتي، وأجدها – مداخلاتهم - رصيدي الأكبر في معركة البقاء من أجل الاستمرار في الكتابة، بنفس يمتد يوميا بحيث لا يعدد المرء خسائره فقط (كما يعذب البعض ذواتهم بذلك) إنما يبحث عن مكاسب في الحياة، وما أكثرها، وأكرر لفئة من المتابعين الذين يسألونني عن عائداتي من الكتابة بأن من يريد ثراء عليه أن يبحث عن أي عمل آخر بعيدا عن الكتابة لأنها حياة من يزهدون في.. ثقافة الحياة المعاصرة، وعنصرها الأول: المال. قراء التبس عليهم الأمر فأرسلوا إليّ التهاني بالمرسوم السلطاني السامي بتسمية الشاعر سيف الرحبي مستشارا بمؤسسة عمان للصحافة، حيث سمعوا أو فطنوا للمحة الأولى من الاسم، وحيث إنني أرى في الشاعر سيف الرحبي نموذجا رائعا في كيفية إخراج القصيدة العربية من تقليديتها (الفارغة غالب الأحيان) إلى نثرية جميلة تحتفي بروح الشعر أكثر من حرصها على شكله فقط، حيث أرى ذلك فإنني أسعد بمن يربط بيني وهذا الشاعر الكبير (عبر الاسم) مسترجعا دوما إجابتي للشاعر الراحل محمود درويش حين سألني عن علاقتي بسيف فأجبته أنه والدي، فضحك بقوة مستبعدا ذلك لمعرفته بسيف أصلا. حملت الالتباس الحادث في الاسم على موضع الجد وكتبت أرد بالشكر على من هنأني معتقدا أنني من نلت هذا التكريم والتشريف (وأحسست أنني حقا نلته حين ناله استاذنا سيف الرحبي) على اعتبار أن ذلك تكريم لي كمشتغل بالكتابة وقريب لسيف الرحبي.. مع الإشارة على أن ذلك سيف.. وأنا أحاول التعلم من اجتهاده من أجل الثقافة والفكر.
قارئة طلبت مني طرح موضوع احترت في أمره، فهي ترى في الرواتب ظلم كبير لفئة واسعة من المواطنين الذين يتقاضون (معاشات) ضعيفة، وردّي عليها كان أن الرواتب العالية لا تعني بالضرورة حياة أفضل ماديا (وسعادة بالطبع)، ولولا خشية الدخول في حديث عن جوانب أمنية لعرضت فقرة كاملة من رسالتها، ولكن يقول المثل من خاف سلم، ومؤكد عزيزتي أن رواتب الأفراد في جهاز الشرطة لا ترضيهم ويشعرون بأنها لا تكفي لحياة كريمة، وهذا يقوله الأغلبية (لا رجال الشرطة).. من راتبه مائتي ريال، ومن يقبض آخر الشهر ألفي ريال، وأسهل إجابة هي: (لا) عن السؤال القائل: هل تشعر بالرضا عن مستوى راتبك؟
قارئ اتصل معلقا على حوادث السير الواقعة منتصف الأسبوع الماضي، 13 شخصا يوميا، وفي حوادث شنيعة، من زبدة كلامه سؤال لوزارة التربية والتعليم حول جدوى توزيع المعلمات بعيدا بمئات الكيلومترات عن مناطقهن، وتأثير ذلك على التنقلات التي تتم أسبوعيا، وماذا يمكن أن يقدمن وهن في حالات إحباط واكتئاب، فإما أن تعاني من وجود طفلها معها، أو غيابه عنها، وإن لم تكن متزوجة فهي تعيش نكد البعد عن الجو الأسري الذي يحمي من مخاطر لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
وأطرح هنا سؤالا أحتاج إلى إجاباته من القراء: لماذا لا نربط بين كثرة الوفيات الناتجة عن حوادث كبيرة وانتشار الهواتف النقالة وانغماسنا فيها بشكل انتحاري، ولماذا المخالفة لمن يستخدم الهاتف للمحادثة ولا يخالف السائق الذي يكتب رسالة على هاتفه الأمر الذي أراه أكثر خطورة من المكالمة الصوتية؟!
ما أحوجنا لنحمي أنفسنا من أنفسنا، خاصة من أولئك الذين يعتقدون أن القوانين شرّعت عقوباتها لغيرهم، أما هم فقادرون على فعل عشرين شيئا في وقت واحد، هذه موهبة لم يؤتها أحد من السائقين.. غيرنا.
.. وعذرا لمن فاتني أن أردّ عليهم عبر البريد الالكتروني، أو لم أعرض رسائلهم كما طلبوا هنا، فيحدث أن تفوق الرسائل قدرة وقتي على الإحاطة بها، وتقديم ما تحمله أحيانا من أفكار لعدم استيعابي الفكرة تماما.