بقلم - محمد بن سيف الرحبي
1
الكتابة العاطفية تثير حنق البعض، يرونها خارج تشظيات الأمّة وهموم
المواطن، وكأن بالأمة المتشظية والمواطن المهموم لا يعانيان من جفاف عاطفي
سببه الحديث المتواتر والمتوتر ليل نهار عن لقمة العيش والمسامير المحشورة
في داخله.. لكنها في المقابل، وأعني الكتابة عن المشاعر والحب، تجد صدى
كبيرا لدى طائفة من القراء أحب صدى كلماتهم لأنها مفعمة بالمحبة والإحساس
بأن الزمن ليس أسودا، والقلوب ليست سوداء، والمشاعر لها وهج عاشق وإن كتب
بالحبر الأسود.. نصيحتي لكل عاشق: امض في عشقك، فالحياة بدون عشق لا تستحق
أن.. تحب.
2
شاعر جميل كلما كتبت عن (النساء) بادرني بكلمات كأنها القصيدة.. مع أني لا
أكتب كما يتصور بل عن الجمال الصادق (على اعتبار أن هناك جمالا كاذبا)،
ومفردة نساء تختلف عن لفظ (امرأة)، وانتصر لهذه المفردة الأخيرة لأنها
تعني ما هو أكبر من علاقة حب (صادقة أو كاذبة) .. (مشروعة أو خارج نطاق
التغطية).. هي نصفنا الأجمل مهما اختلفنا معه وعليه وحوله، عندما نضعها
على رؤوسنا نشعر أنها تاج يزيّن هامتنا، وعندما نلقيها تحت الأقدام فمؤكد
لن نرى في ملامحها سوى الغبار والبؤس، وفي نظراتها الاحتقار والكراهية..
أحبوهن.. يحببنكم.
3
أحدهم قال ذات مرة بأن المرأة (وقد يعني زوجته) مدينة خانقة لا ماء فيها
ولا هواء، سخرت منه بأن قلت له: حتى محطات الوقود يتوافر فيها (ماء
وهواء).. فكيف بامرأة من عاطفة، لا تحتاج سوى قليلا من مزنه الذي يروى
أراض كثيرة ويبخل على من في بيته ببعض مطر محبته واهتماماته.. حتى إذا
تحولت إلى أرض قاحلة صبّ اللوم على الصحراء لا على المطر الممتنع عليها.
4
لا أدعوك – سيدتي – لإيقاف استيطانك من أجل أن نكتب في دفترنا أول حروف
السلام.. بل احتليني كما تشائين، وضعي مستعمراتك في كل شريان يفصل بين
القلب والعين، لا أريد سلاما معك، أريده توترا عاطفيا يحلق بي إلى أعلى
فضاء في الكون، لعلي إن رأيت الأرض سأكتشفها أحلى لأنك فيها، ولعلي أقترب
من القمر لأدرك كم هو شاحب وجه هذا.. القمر.
5
أجمل السفر: ارتحالي مني إليك. أجمل الشعر: بيت مجدول بأهداب عينيك. وأجمل
الكلمات: ما فاضت على جدول الحزن وهموم الحياة، فروت حقولك، حتى إذا احتفت
بالحياة أينع الرمان والعنب وأزهرت بكل ما تعشقين من ورد.
6
لكل عاشق: اجعل كلمات الحب على لسانك صافية صادقة، ثق أن شكل الكون سيتغيّر، على الأقل في عينيك، وأمام خطواتك للنجاح في حياتك.