كتبت - تركـية الـبوسـعـيـدية
يحتفل العالم يوم 8 مارس بيوم المرأة العالمي وقد أقيمت الكثير من
الفعاليات والندوات بهذا الخصوص وخصوصا في العالم الغربي مع فقدان الذاكرة
العربية .. وقد تم حصر عدد الدول التي سمحت بدخول المرأة إلى معترك الحياة
السياسية وخصوصا في المجالس النيابة.. ويمثل الكونجرس الأمريكي أكثر من (
100 ) عضوة وهذه إحصائية غير دقيقة ثم تأتي فلسطين حيث إن المرأة
الفلسطينية قد دخلت معترك الحياة السياسية في العشرينيات أي قبل قيام
الدولة الإسرائيلية .. وأيضا من الدول الخليجية قد دخلت المجالس السياسية
.. السلطنة ثم تليها قطر والإمارات وأخيراً الكويت والسعودية .. طبعا
باستثناء مصر التي فجرت نهضة المرأة المصرية فيها هدى شعراوي وجعلتها
متفتحة على العالم وقد سبقها قبل ذلك قاسم أمين الذي نادى بتحرير المرأة
من عبودية الرجل بعد أن وجد في فرنسا كيف أن المرأة تشارك في الحياة
العامة وقد نادى قاسم أمين بتحريرها من منظور إسلامي وقد هوجم في ذلك
الوقت بعاصفة هوجاء ونهض كل رجالات مصر ذلك الوقت معادين له .. ما أردت
طرحه ويتساءله الكل ماذا قدمنا للمرأة العربية من إنجازات تذكر تخرجها على
الأقل من اغترابها وهي تعيش في وطنها وإنقاذها من المتاهات التي تعيشها
بين الحروب الدائرة وبين فقدانها لزوجها وأبنائها وتشردها من هويتها وهي
تعيش بين الوعي واللاوعي .. ماذا قدمنا للمرأة وهي ما زالت تعيش في أمية
دائمة لدرجة أصبحنا في دائرة الاتهام من قبل الغرب حين قالوا إن نصف
العالم العربي أمي؟ ..
ماذا حققنا من مكافآت ومن تقدير يذكر لهذه المرأة الصامدة رغم كل
التحديات والعقبات والتي ما زالت واقفة أمام كل التيارات الجارفة التي
تحيطها من كل الجوانب؟ كم امرأة كرمنا في هذا اليوم وأخص بالذكر المرأة
الفلسطينية التي تفقد كل يوم عشرات من أبنائها وهي مقهورة من الاحتلال ولا
أحد يعيرها اهتماماً .. لماذا لا نكرم المرأة العراقية التي تعيش وسط
الوحشية ووسط الاحتلال ووسط هذه الحروب الدموية التي تقتلع العناقيد الغضة
وهي ما زالت صامدة كالجليد تأمل بالفرج القريب .. كفانا يا عالمنا العربي
شعارات نرددها كل عام ولا نصل إلى أي نتيجة توصلنا إلى بر الأمان ..
لأن المرأة دورها لا يقل عن الرجل فهي شريكة له في كل شيء ولا يقتصر دورها
فقط في البيت وتربية الأجيال، فهي شريكة فعالة في المجتمع وهي النصف الآخر
المكمل لعملية البناء والتطوير وأدوارها ملموسة جدا على الصعيد الداخلي
والخارجي، كما أن المرأة تقلدت مناصب عليا في المجتمعات واكتسبت خبرات
يشهد لها التاريخ ولا ينكر أدوارها أحد، وإذا انتبه العالم أخيراً بتخصيص
يوم يحتفل به فهو قريب من تاريخ عيد الأم الذي يصادف في نفس الشهر يوم 21
مارس وهذا دليل على أن كل المؤسسات والجمعيات المعنية بهذا اليوم هي على
دراية واقتناع بدور المرأة في حياة الرجل والأسرة وحياة الإنسان بشكل عام
ولذا جاء هذا اليوم تكريما لها واعترافا دوليا بأن العالم لا يقوم إلا
بالنصف الآخر وهو المرأة .. أضف إلى ذلك العنف الذي تتعرض له المرأة
العربية من قبل الزوج أو الأب أو الأخ أو الأم والإحصائية خير شاهد على
ذلك حيث أثبتت الدراسة أن المرأة تتعرض بنسبة 42% للعنف النفسي يليه العنف
الجسدي بنسبة 32%، والعنف اللفظي بنسبة 26% ثم الاتهام الأول إلى الزوج
بنسبة 50% ثم الأب 20% ثم الأخ بنسبة 6% والأم 8% نتمنى أن يكون هذا العام
صحيا وجميلاً للمرأة.
من الأمثال التركية
عندما يفقد العسل يكتفى بالدبس.
*كاتبة وشاعرة عمانية