بقلم - صالح الداوود
* عبدالله الهلالي تحمل مسؤوليته القانونية خلال مجرى المباراة .
كما تعودنا دوماً في منطقتنا الخليجية أن تستغل "الاختلافات" الرياضية
المحدودة بملعب المباراة، وطاولة الاجتماعات إلى تصعيد "خطير" يمسُّ للأسف
العلاقات الأخوية ما بين شعوب منطقتنا الخليجية، التي نتفاخر فيها
بالترابط الأسري القوي الذي يجمع شعبنا الخليجي، ومهما بحثت عن مبررات
لهذا التصعيد "الخطير" للعديد من القنوات الفضائية الرياضية، أو عبر الصحف
اليومية، أو من خلال المواقع الإلكترونية، إلا أنني في النهاية سأتوقف عند
أهداف معينة يبحث عنها البعض من خلال هذا "التصعيد" ألا وهي البحث عن
"الإثارة" الإعلامية فقط، دون الاكتراث لما قد يحدث لو تم "تبادل"
الاتهامات ما بين الجانبين، وما هي العواقب التي ستحدث لو تم "التفاعل" مع
ما يطرح داخل هذه الاستديوهات، أو من خلال ما يكتب على أسطر العديد من
الصحف؟.
بإختصار ما حدث على ملعب "زعبيل" أثناء مباراة النصر السعودي ومضيفه الوصل
الإماراتي "الخليجية" هو خرق واضح وصريح لمعاني التنافس الرياضي الشريف
وهو صادر من "قلة" قليلة جدا من أنصار الوصل، ولا يمثل عراقة جماهير
الوصل، ولا حتى حضارة المشجع الرياضي في دولة الإمارات.
وحتى يكون "الإنصاف" حاضراً للتصدي لمثل هذه المواقف الخارجة عن "النص"
فإن المسؤولية الكبرى تقع على اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون
الخليجي، التي "تهرّبت" بطريقة بهلوانية من تطبيق بنود اللائحة، وقفزت
خطوات بعيدة نحو الفيفا، وربما "نتفاجأ" بعودة القرار لأعضاء اللجنة في أي
وقت، صدقوني، فبطولات الخليج لا نظام ولا استقرار لها، ومع هذا سنرى العجب
العجاب مع كل بطولة، إلى أن "تُحترم" اللوائح والبنود، وتفرض على الكل
سواسية دون تمييز أو "تهرب".
تقصير اللجنة التنظيمية في تطبيق "اللوائح" عقب المباراة مباشرة أراه لا
يعفي الحكم العماني عبدالله الهلالي من تحمل مسؤوليته القانونية خلال مجرى
المباراة، فعدم تطرقنا "للهفوات" التقديرية له أثناء المباراة لا يعفيه من
تحمل مسؤولية "الحماية" لكل أعضاء الناديين، وله ولزملائه الحكام، فصدمة
دخول البعض من الجماهير، واعتدائهم على طبيب نادي النصر وبعض لاعبيه،
إضافة إلى تدخل مسؤولي الأمن في الملعب "عطّل" القرار الجريء من الحكم،
وجعله يتجه نحو "تغليب" العاطفة على فرض القانون بمشاهدة ما يحدث من
"فوضى" على جنبات ملعب المباراة، وبالكاد عدم "صرامته" مع هذه الأحداث
جعله يكتفي بإبعاد طبيب النصر، وعدم إبعاد لاعب الوصل الذي يعتبر في نظر
الحاضرين فوق مدرجات ملعب المباراة بأنه "شرارة" الأحداث كلها.
اللعب على أوتار الوطنية من خلال استغلال ما حدث في زعبيل لم ولن يجد
القبول والرضا من أبناء الخليج العارفين بأهمية الترابط والتلاحم
الخليجي....ودام خليجنا واحداً..
