مورين دوود
بكلمتين صغيرتين، أبهج باراك حسين أوباما العالم الإسلامي. "السلام
عليكم،" هكذا قال، مقدما التحية العربية التقليدية في بدء خطابه الذي
ألقاه في القاهرة العام الماضي.
كان خطاب أول رئيس أمريكي ذي جذور إسلامية محاولة بارعة لنزع السم
الموجود بين العالمين الإسلامي والغربي، وإحياء محادثات السلام المحتضرة
في الشرق الأوسط. ولكن الآن أصبح الكثير من المسلمين المحبطين يرددون
عبارة "كلام كثير ولا أفعال" المتكررة كثيرا والتي أثارت شعبيتها للمرة
الأولى المرأة التي أصبحت وزيرة للخارجية.
"لقد قال أوباما كل الكلام الصحيح في خطابه،" هكذا يقول الأمير سعود
الفيصل، وزير الخارجية السعودي. "ولكن التنفيذ سار في الطرق التقليدية."
ولكن في السر، تذمر أمراء آخرون من الأسرة المالكة السعودية بصوت مرتفع:
"إن الأمور أصبحت الآن أسوأ من ذي قبل، لأن آمالنا كانت أكبر مما ينبغي
بعد خطاب القاهرة."
في الحقيقة لم يقل الرئيس كل الكلام الصحيح في خطابه. فقد أنشأ عقبة
أمام نفسه بطلبه من إسرائيل وقف توسيع المستوطنات في الوقت الذي لم تكن
ستفعل ذلك – رغم أنها يجب أن تفعل – وفي الوقت الذي لم يكن فيه هذا الأمر
هو الشرط الأهم بالنسبة للعرب. والآن يبدو أوباما غير فعال عندما تقوم
إسرائيل بالدفع قدما باتجاه إنشاء 600 منزل جديد في القدس الشرقية، التي
يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم، على الرغم من احتجاج البيت الأبيض في
نوفمبر الماضي على 900 مسكن جديد آخر تخطط إسرائيل لإنشائها هناك.
سألت الأمير سعود الفيصل إن كان يعتقد أن تأثير أمريكا على إسرائيل
قد أصبح أقل مما اعتاد أن يكون. "أنتِ تسألينني عن شيء يدغدغ خيالنا،"
أجاب. "لو أن المستوطنات غير شرعية، فإن أقل ما يتوقعه المرء هو أن تقوم
الولايات المتحدة بخفض ذلك الجزء من المساعدات الخاص ببناء المستوطنات
الذي تقدمه لإسرائيل. إن إسرائيل تمضي في تصرفاتها بدون تنفيذ ميثاق جنيف
كسلطة احتلال. والآن، لو أن إسرائيل كانت في مكان آخر، بورما مثلا لكان
الجحيم قد اشتعل."
ولكنها ربما إشارة إلى حدوث تقدم في أن يسمي الأمير سعود الصراع
"نزاع على الحدود." إلا إذا كان الأمر مجرد طريقته في التهوين من الأمور.
كما أشار إلى "حادثة الحادي عشر من سبتمبر" وألمح إلى الهولوكوست مواربا
بأنه "الحرب العالمية الثانية".
وعلى الرغم من الهجمات المتكررة من قبل دول عربية وجماعات مسلحة
مدعومة عربيا وإيرانيا، وعلى الرغم من دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي
نجاد إلى تدمير إسرائيل، يفترض الأمير سعود أن إسرائيل ربما تكون مبالغة
في رد فعلها بشأن الأمن بسبب "الحرب العالمية الثانية" وأن ذلك قد حال دون
التوصل إلى اتفاق سلام. "ليس هناك قوات محتشدة على حدود إسرائيل تنتظر
اللحظة التي يقال فيها ’دمروا إسرائيل’" كما قال الأمير. "لن يقوم أحد
بقتالهم ومن ثم تهديد سلامه. ولكنهم لا يقبلون ذلك. لذلك فإن الأمر يجعل
المرء يتعجب: ماذا تريد إسرائيل؟"
وعندما سألته عن إمكانية أن تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران بطائراتها
الحديثة بدون طيار، أجاب الأمير بجفاف: "تحدثي عن تغيير نمط الحياة. أعتقد
أن هذا من شأنه أن يغير نمط الحياة فورا، وبالقوة."
كانت هيلاري كلينتون في المنطقة مؤخرا، محذرة من أن إيران "تتحرك
باتجاه أن تصبح ديكتاتورية عسكرية" ويمكن أن تشعل سباق تسلح نووي. "ليس
لنا إلا الله لو كان لنا أن نرى دولا مسلحة بأسلحة نووية في الشرق
الأوسط،" قال الأمير. "إن طريقة حل هذا الأمر هي من خلال الأمم المتحدة."
حظا سعيدا !
لقد تم رفض طلب كلينتون بأن تبدأ سوريا قطع علاقاتها مع إيران وتوقف
دعمها لحزب الله، وذلك منذ عشرة أيام عندما عقد كل من الرئيسين الإيراني
أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد مؤتمرا صحفيا يؤكدان فيه على علاقاتهما.
وقد نصح أحمدي نجاد أمريكا بالتوقف عن تدخلها في المنطقة ومغادرتها. كما
هدد الرئيس الإيراني بحظر الخطوط الجوية التي تستخدم مصطلح "الخليج
العربي" بدلا من "الخليج الفارسي" من دخول المجال الجوي الإيراني. وقد وضع
مصطلح "الخليج الفارسي" على شعار وميداليات دورة ألعاب التضامن الإسلامي،
مثيرا بذلك الدول العربية بإلغاء الأولمبياد الإسلامية.
وقال الفيصل إن أمريكا يجب عليها التركيز على المشكلات الاجتماعية
والاقتصادية في أفغانستان، حيث إن الحرب لا يمكن الفوز بها بالوسائل
العسكرية فقط – "إلا إذا كنتم تريدون هدم جبال الهيمالايا." كما أنه ترك
الباب مفتوحا لإمكانية أن تساعد المملكة الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، على
إقناع مسلحي طالبان بتغيير توجهاتهم.