مسقط - الشبيبة
عرض الفيلم العراقي "ضربة البداية" ضمن فعاليات مهرجان مسقط السينمائي
السادس وحصل الفيلم على اشادة الحضور نظرا لقيمته الفنية الكبيرة حيث تدور
احداثه حول أكثر من 300 عائلة من اللاجئين يعيشون في ملعب كرة قدم مهجور
وسط ظروف معيشية بائسة. حيث قامت هذه العوائل ببناء بلدة صغيرة من أكواخ
الصفيح وملأت الملعب بالقمامة واطبأق الاستقبال الفضائي مع صورة واسعة
لمشاهد حياتية يومية تشكل صدمة للمشاهد ويقوم بطل الفيلم أسو الشاب الكردي
بتنظيم مباراة كرة قدم للصبية الاكراد والعرب المقيمين بالملعب كوسيلة
للترويح عن أخيه الصغير بالإضافة لسعيه لإعجاب جارته الجميلة والبائسة
بسبب الأحداث المحيطة. ويطلع المخرج المشاهدين من خلال رؤيته الاخراجية
على الأوضاع المأساوية للأطفال في ظل الحروب والتدمير لطفولتهم وسعيهم
المخلص لتجهيز الملعب ليليق بالحدث الذي مثل متعة ضائعة لحياتهم من خلال
كرة القدم. وتتصاعد أحداث القصة من خلال تجهيز الملعب ومحاولة توفير أدنى
الاحتياجات مع الاصطدام بالفقر ومع تقنية الألوان البديعة التي استخدمها
المخرج في التصوير لإضفاء مزيد من الرمادية على المشهد من خلال الأبيض
والأسود والألوان البسيطة.
وشهد العرض تصاعد الأحداث بنسيان البطل شراء الكأس وذهابه مع صديقة لشرائه
وحدوث انفجار مدو في المنطقة يتسبب بتوقف المباراة وهروب اللاعبين والمصور
التلفزيوني وعودة الكأس مع نعش البطل الذي كان أحد ضحايا الانفجار في
جدلية خالصة لوصول الاثنين في توقيت واحد والاحتفال بالكأس والدموع على
فقدان البطل مع مشهد درامي لمحاولة انتحار اخوه الصغير لتأثره الشديد
بمنظر اللاعبين وعجزه عن اللعب وترك المشهد مفتوحا بدون نهاية محددة.
شهد الفيلم الكثير من الدراما والقليل من الفكاهة والحب الجارف كما القئ
الضوء على الأوضاع المأساوية وتأثيرها على الطفولة وحياة الناس بالإضافة
لإجادة المخرج فى رسم مشاعر أبطاله من خلال ملامحهم والابتعاد عن الحوارات
الطويلة والنهاية المفتوحة المشكلة للنفق المظلم للأوضاع كما أسهم الاخراج
غير التقليدي في رسم صورة أجمل للمشاهد مع مرافقة لموسيقى تصويرية بسيطة.
الفيلم قام بإخراجه وتأليفه شوكت أمين كوركي وجسد بطولته روزان محمد ، شوان عتوف وكوار رسول وبعد عرض الفيلم أجرينا هذه اللقاءات .
يقول الفنان عبد الغفور البلوشي : الفيلم جيد ويحمل فكرة انسانية ذات بعد
مرحلي فى العراق الذي يمر بمرحلة انتقالية تجسدت فى منطقة كركوك التي تضم
العديد من الطوائف العرقية والدينية فهناك الاتراك والتركمان والعرب
واظهرت بوضوح الخلافات الجوهرية بين تلك الطوائف حتى من خلال مباراة كرة
القدم. والفيلم يمزج الواقع والخيال بصورة مشوقة وممتعة يمكنك من خلالها
استنباط المشاعر الرومانسية على الطريقة العراقية والتي سادت بين البطل
وحبيبته رغم الحياة البائسة التي يعيشون فيها وفي النهاية رغم الحب فهو
تركهم وذهب ليحضر لهم الكأس فعلا الفيلم جميل جدا .
ويقول الفنان والكاتب أحمد الأزكي : أعتقد أن الفيلم لم يأت للفوز بجائزة
في المهرجان إنما ليطرح معاناة الشعب العراقي وخاصة الأكراد وما يريدون
ايصاله للعالم عن معاناتهم ومن الناحية الانسانية لمس القلوب ووصلت
الرسالة و الجميع أبدع حتى الحيوانات الموجودة في الفيلم كانت تؤدي دورها
بجدارة واستطاع المخرج وكاتب السيناريو أن يوظفوا الجميع في الدراما بداية
من الملعب الخالي ولكنه مفعم بالحياة ومن شكل الإنسان المأساوي وأعتقد أن
رسالة الفيلم واضحة .