بقلم - سالم الحبسي
لا يختلف اثنان على المنتخب الوطني وهذا مربط الفرس.. فعندما يكون المنتخب في مواجهة مصيرية ويلعب مباراة حاسمة (تتوحد الكلمة) وتنصهر جميع التيارات في تيار لونه (أحمر).. وتغلق ملفات الخلاف حتى إشعار آخر.. لأن المهم هو المنتخب الذي يمثل الكرة العمانية.. والذي نال جوازا دبلوماسيا بأن يكون (سفيرا فوق العادة) لكل عشاق الكرة والمنتخب. هذه هي المرة الثالثة التي يدخل فيها المنتخب الوطني بوابة المنافسة أو بوابة العبور كما يحلو للبعض أن يسميها.. لبلوغ نهائيات كأس القارة الأسيوية..فقد صعد المنتخب الوطني مرتين الى النهائيات (2004 في الصين على يد ماتشالا) و(2007 في تايلاند على يد ماتشالا وكالديرون)..!
إلا أن قصة المشاركة القارية للمنتخب الوطني كانت صعبة وقاسية فمنذ أول مشاركة للمنتخب في تصفيات كأس آسيا (عام 1948).. لم يذق فيها المنتخب بلح النهائيات ولا عنب المنافسة على التأهل.. بل كان خروجه قاسيا بنتائج ثقيلة منها خسارتان من منتخبين خليجيين مجموع أهدافهما (14 هدفا).. وهذه أيام ولت وذهبت.. ولكنها أيام صنعت من المنتخب فريقا لا يستهان به.. فريق يعرف كيف يطرق أبواب البطولات.. ويقتحم الأسوار في أحيان أخرى تكون صعبة..!
ربما من الأسباب التي جعلت الجماهير تعشق (ماتشالا) حتى النخاع لأنه كان أول مدرب يمر على المنتخب الوطني عرف كيف يكسر حاجز التأهل الصعب إلى النهائيات رغم أن المواجهات لم تكن سهلة بل صعبة للغاية مع منتخبات مثل اليابان وإيران.. وفي المرة الثانية التي تأهل فيها المنتخب إلى النهائيات كان ليس ببعيد أن يكون من الفرق التي تقف على منصة التتويج خاصة بعد تفوقه على المنتخب الأسترالي في أول درب له بالنهائيات الماضية.. حدثت أمام منتخب تايلاند لينجح منتخبنا أن يحقق تاريخا غير مسبوق في نهائيات كأس آسيا.
التجربة التي خاضها المنتخب خلال السنوات الماضية والفوز الأخير بكأس آسيا ولقاؤه الخليجي اليوم بالمنتخب الكويتي يضع المنتخب أمام بوابة التأهل وهي ليست بسهلة ولكنها ليست مستحيلة.. ولأضع شيئا من التفاؤل خاصة وأن اللقاءات الخليجية لا تحكمها كثيرا من الجوانب الفنية وتخضع أحيانا إلى معايير مغايرة.. فالتجربة التي يمتلكها المنتخب الوطني والثقة التي اكتسبها بعد الفوز بكأس الخليج هما أكثر العناصر الفتاكة التي يمكن أن تعين منتخبنا لأن يخترق جدار التحدي أمام منتخب الكويت الذي يعتبر أفضل حالا من منتخبنا وربما وضع قدمه اليمنى في نهائيات الدوحة 2011م.
وهنا تكمن الخطورة.. وتختلط أوراق الترشيح..فليس من السهل أن تختار الصاعد قبل المواجهة الكروية الساخنة.. فالكويت أفضل حالا من ناحية الإعداد (لديه تجربتان وديتان) مقابل (صفر من التجارب لمنتخبنا).. و(أربع نقاط) اقتنصها من أكثر المنافسين حدة في مجموعتنا المنتخب الاسترالي تعطيه نوعا من الثقة أيضا وبالتالي نكون قد تعادلنا في ميزان الثقة.. كما أن ميزان الخبرة والتجربة يكاد المنتخبان يقفان على نفس ريشة الرمانة.. فتجربة لاعبي منتخبنا (عماد الحوسني وفوزي بشير وكانو) تكاد تكون قريبة من تجربة لاعبي المنتخب الكويتي (مساعد ندا وبدر المطوع).
وربما الإعداد النفسي الذي كانت جرعاته أكبر من الإعداد البدني من خلال (إبر التقوية) التي تلقاها المنتخب من خلال لقاء وزير الرياضة بهم ومتابعة رئيس الاتحاد المستمرة.. تغطي للفريق النقص الذي واجهه في الإعداد.. على عكس المنتخب الكويتي الذي خاض معسكرا طويلا وإعدادا وفيرا.. إلا أن الزيادة أحيانا تكون ليست في مصلحة مثل هذه اللقاءات.
ولأن من الصعوبة بمكان أن نتوقع ماذا سيحدث في لقاء هو صعب التكهن فيه من كل زواياه..فندع الميزان الخليجي يحدد الصاعد للنهائيات الأسيوية..في موقعة كروية تأخذ من الأهمية وكأنها نهائي مبكر على بطولة.. فإما أن تكون (فلسفة الإبر) التي استخدمها منتخبنا للاستعداد لهذا اللقاء هي الأنجح والأجدر.. أم أن (عقارب الساعة) التي دقت في أذن المنتخب الكويتي طوال معسكره هي التي ستكون المرجحة..؟!