بقلم - حمدي عيسى عبد الله
* مدخل:
ليس من العيب أن تخطئ لكن العيب الكبير أن تتمادى في الخطأ.
* بداية:
كلمة صغيرة تكون أحيانا السبب المباشر لمشكلة عويصة لها بداية لكن نهايتها
بعيدة المدى فالآخر قد اعتبر هذه الكلمة إهانة وبالتالي فلابد من الاعتذار
لكن حينما يجلس ذلك الذي أطلق هذه القنبلة وتسبب في أزمة مع نفسه ليحاسبها
ويحاول التعرف على السبب الذي أوقعه في هذا المأزق يجد أن الموضوع بسيط
جدا وكان بالإمكان تلافيه وبالتالي البقاء بعيدا عن دوامة المشاكل لكن وقع
الفأس في الرأس وجاءت هذه الكلمة الصغيرة التي أفلتت منه عن قصد أو عن غير
قصد لترسم السواد في القلوب وبالتالي لا يمحوه إلا الاعتذار فكل كلمة أنت
تملكها ما دامت حبيسة في الداخل لكن إذا خرجت من الفم أصبحت هي التي
تملكك.
* مشهد:
هناك من يركب رأسه ويصر على الخطأ وعدم الاعتذار مهما كان الأمر رغم
اعترافه أمام الجميع بالخطأ أو حتى بينه وبين نفسه لأنه يرى الاعتذار ضعفا
وهزيمة في حين أنه في الحقيقة قمة القوة والسلوك الحضاري وصورة ناطقة
ومتكاملة لاحترام النفس والآخر.
* مبدا:
الاعتذار فن قليل من يتقنه لكن ما الذي يجعل الإنسان يقف ليقدم اعتذارا قد
يقبله الآخر وقد يرفضه أيضا ليجد الإنسان نفسه في موقف لا يحسد عليه الخطأ
والشعور بالذنب هو الذي يدفع الذي يملك ضميرا حيا يحترم نفسه والآخرين
أيضا إلى تقديم اعتذاره وقد يصل الأمر إلى تكرار ذلك حتى يعرب المتضرر إلى
القبول بالأمر وطي الصفحة للتطلع إلى المستقبل.* جميل:
جميل جدا أن يتعلم الإنسان فن الاعتذار ويعرف متى وأين وكيف يقول آسف
أو إحدى مرادفاتها، فالاعتذار يبني الجسور التي تهدمت ويعيد المياه إلى
مجاريها ماسحا ما يعلق بالقلوب من شوائب.
* أجمل:
الأجمل من هذا كله أن يعرف الإنسان كيف يضبط نفسه وأعصابه وكلماته ويراعي
شعور الآخرين وأحاسيسهم متلافيا قدر الإمكان الوقوع في الخطأ، حينها سوف
لا يكون مضطرا للاعتذار لأنه لا يسمح أبدا أن يضع نفسه في موقع اعتذار.